كان بواسطة فكيف أمرك يا تابع فلا تطغ ولازم الأدب تحظى بالأرب وقد رمنا في الصفات أمرا يعجز عنه أي وقد طلبنا شروطا لصحة التجلي وصفات المتجلي من اندكاك وهلاك وبعث في نشأت وأفلاك ما يعجز عنه الخواص ولا يصل أحد إلا إلى ما قدر له منه أي ولا يصل أحد إلى هذا المقام وهو مقام التجلي بالذات إلا بقدر له في سابقية الأزل من غير زيادة ونقصان وعلم من كلام الشيخ t أن من لم يقدر له في الأزل سابقية التجلي فلا يحصل له هذا المقام ولو كان نعم الغلام هذا كله من طلب التجلي في صفة من صفات الحق وأما معرفة الذات فمكنفة بالنور الأضوء وهو نور الربوبية فذات الحق جل ثناؤه مكتنفة بالأنوار الساطعة التي لا تطيقها أنوار الأحداق فمن قابلها بحاسة البصر هلك لا محالة وتلك الذات الأقدسية المشتملة على الأنوار في عمي قديم لا ابتداء لربوبيته ولا انتهاء لأزليته محتجبة تلك الذات بحجاب العزة الأحمي والعزيز هو الذي لا يغلب والأحمي بمعنى محمي عن إدراك الوصول له إلا ما شاءه وارتضاه وكرمه واجتباه ] ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ [ [المائدة:54] وإليه الإشارة بقوله مصونة بالصفات والأسماء أي مصونة تلك الذات الأحدية بالصفات العزية والأسماء العدلية فغاية من غاب في الغيب الوصول إلى أقرب نور