فغاية سلوك الولاية الوصول إلى أقرب حجاب بالنسبة إلى السالك منه ببعث إلى المرشد والإرشاد وإليه الإشارة بقوله ونهاية الطلاب الوقوف خلف ذلك الحجاب لأنه القدر اللائق بهم لعزة المقام وذلك الوقوف من وراء الحجاب هنا أي في دار الدنيا وفي الآخرة بقدر مراتبهم يكون الانكشاف وفي النشأة الدنيوية الحافرة يكون الوصول من وراء حجاب العزة فمن رام رفعة أو تولي صدعه أي فمن طلب بعد ذلك رفع ذلك الحجاب المنيع أي تولي محاولته بصورة الوهم في أي مقام كان من المقامات المذكورة فإذا تعرض لذلك عدم من حينه أي من وقته لأنه أساء الأدب فحرم الأرب وهو بيت سماؤه وأرضيته بيمينه والسماء كناية عن القلب والأرض كناية عن النفس أي فصار أمره بيد الحق ] فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء [ [محمد:4] ورجع (حَ) حاسراً لتجرئيه وسوء أدبه وبقى حائراً ذا هلا مما نـزل عليه من الريبة وكان قاسطاً جائراً لأنه خرق خاشية بساط الشرع ورد إلى أسفل سافلين على وفق إرادته في سابقية أزله والتحق بالطين بعنصره في عالم التكوين من الفشل والتمكين فمن كان من أهل البصائر والألباب أي فمن كان له قلب وعقل محفوظين بالعناية السابقة وتأديب بما يجب عليه من الآداب إذا وصل إلى ذلك الحجاب وهو حجاب العظمة والعز الذي