فلزم الأدب عن طرق هذا الباب فإن معرفة هذا الباب مختص به سبحانه وتعالى أن تدركه الأوهام وإليه الإشارة بقوله فلم يقدر في هذا الباب على قيامي الغائب على الشاهد وقياس الغائب على الشاهد غير جائز إذ ليس هو حجة قطعية لا ما اجتمعنا على معنى وأحد إذ ليس للقدرة الحادثة تعلق بإيجاد كون إنما قياس الغائب على الشاهد ممنوع وذلك لأن إيجادنا وخلقنا ليس هو دفعة واحدة وإنما هو على حسب التدريج والوقائع بحسب الأزمان كما هو المشاهد من فعله تعالى خلافاً للحكماء فإنهم يقولون أوجد العالم دفعة واحدة وفرغ الأمر منهم فإذا تقرر هذا فنقول أوجدهم على وفق إرادته ومشيئته شيئا فشيئا بحسب الفصول والأزمان فحصولنا إجمالا قديما في علمه وتعلق(1) علمه بعد إيجاد كون وإنما هو سبب عار أي وإنما هذا التعلق الحادث سبب عار لإبراز عين وحجاب نصبه الله في أول الإنشاء أي فلما أبرز ما أضمرة في الأزل على وفق مراده فتعلق علمه بعد ذلك فذلك التعلق بسبب عار عن إيجاد كون وإنما أبرزه للعين وتعلق علمه به ليضل به من يشاء ويهدي به من يشاء على وفق ما علمه في الأزل لا سبيل عما يفعل والفعل قد يكون نفس المفعول بالشيئية