بلا واسطة ولا بينية تحيل بينهما فبرزنا للعين عن تعلقها فحين تعلق بنا القدرة أبرزنا للعين وأظهرنا على وفق تعلق ذلك القدرة دون كيفية إذ كانت غير معلقة بموجود ولا أيضاً متعلقة بمفقود أي فأبرزنا حين تعلقت القدرة بنا من غير كيفية إشارة إلى سابقية التعلق قبل تعلقها بموجود ومفقود فسبحان من هذه قدرته وإحاطته بالأشياء قبل وجودها وهذا يستحق أن يعبد ولا يعبد سواه وهذا بحر ليس له قعر وهو كناية عن قدرة الباري تعالى وإحاطته بالموجودات أو تعلق قدرته بإيجادها أزلا وأبدا قبل تعلق الاختراع والإيجاد فلما كان الأمر كذلك فرددناه للفضل للمتقدم وهو معرفة النسخة الصغرى لا الكبرى إذ لا فائدة في معرفة ما خرج عن ذلك إلا أن يتعلق به سبيل نجاتك ولما كان هذا البحر ليس له قعر ولا يمكن الاطلاع عليه تعالى قدرته وتعلقها عن إدراك المخلوقات فرد أدبا إلى ما فيه إصلاح نفسه فقال ولم أكن فيه بالجائر المتحكم بل المنصف العادل المتأدب وذلك لو أعلمنا حقيقة القدرة الأزلية وماهيتها في العالمية لعرفنا كيف تحققت ومتى تعلقت والوقوف على ذلك والإطلاع عليه محال