إن إحياء الله يرد الروح إلى بدنها فقال نمروذ هل عانيته فلم يقدر أن يقول نعم وانتقل إلى تقدير أخر ثم سأل ربه أن يريه ليطمأن قلبه على الجواب إن سئل عنه مرة أخرى فلما طلب منه ذلك فأراه آثار القدرة لا تعلقها فأره آثار القدرة من إحياء الطيور الأربعة قيل طاووساً وديكاً وغراباً وحمامة ومنهم من ذكر النسر بدل الحمامة وفيه إيماء إلى أن إحياء النفس بالحياة الأبدية إنما يأتي حسب إماتة الشهوات والزخاريف الذي هو صفة الطاووس والصولة المشهور بها الديك وخسة النفس وبعد الأهل المتصف به الغراب والترفع والمسارعة إلى الهواء الموسوم بها الحمام وإنما خص الطير لأنه أقرب إلى الإنسان وأجمع لخواص الحيوان فإحياء هذه ومشاهدة الخليل لها من قبيل مشاهدة القدرة لا مشاهدة متعلقها وإليه الإشارة بقوله كيف الإنشاء والتحام الأجزاء حتى قام شخصا سويا وهذه الصفات كلها أثار القدرة لا تعلقها وإليه الإشارة بقوله ولا رأى تعلق قدرة ولا حقيقتها فإذا كان هذا خليله ونبيه ورسوله لم يشاهد معلق القدرة وإنما شاهد آثرها فكيف بدعوى الولي ذلك فهيهات أن يحيط علم المخلوقين بها وفيه مبالغة لا تخفي فعند ذلك فقال العليم الخبير الحكيم لا يعجز عما يريده حكمته بالغة في كل ما يفعله ويزره