ويضع الأشياء في محلها نفيا لما تقدمه من صورة الأطيار وتفرقة الأطوار أي إنما قال ذلك لأنه رجوع صورة الأطيار بعد تفرق أطوارها وعودها إلى أصلها ورجوع الروح لها وتركيب أجزائها وعود قواها لا تصدر إلا من عزيز لا يقهر وحكيم لا يعجزه شيء فسبحان من هذه قدرته وحكمته وكما نفخ المسيح في صورة الطين الروح فانتفض طيراً لقوله تعالى: ] أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ [ [آل عمران:49] المعنى أقدر لكم وأصور شيئا مثل صورة الطير فأنفخ فيه الضمير للكاف أي في ذلك المماثل فيكون طيراً بإذن الله فيصير حياً طياراً بأمر الله وفيه إشارة إلى أن الإحياء من الله لا منه وأظهر ذلك المسيح عيسى ابن مريم في الوجود خيراً من إبراء الأكمه والأبرص فالأكمه هو الذي ولد أعمي أو الممسوح العين روى أنه كان ربما يجتمع عليه ألف من المرضى من أو الممسوح العين روى أنه كان ربما يجتمع عليه ألف من المرضى من أطاق منهم أتاه ومن لم يطق أتاه عيسى u وما يداوى إلا بالدعاء وإليه الإشارة بقوله فكان النفخ حجابا أي فكان ذلك الشفاء بواسطة الدعاء والتضرع والنفخ عقبهما وهذا عين الحجاب من كونه عبد الله إذ الخالق والباري في الحقيقة هو الله تعالى حيث يصدر منه ذلك بلا واسطة فتأمل ومع ذلك ما فتح له من باب تعلق القدرة بابا حتى يطلع على تلك القدرة بل إنما شاهد أثرها لا عينها وكذلك