يقول من شأنه أن يقول للشيء كن فيكون أي وكذلك هذه الأمور إذا أظهرها الله تعالى على يد من هو على قدم عيسى u من الأولياء فإذا أراد ذلك توسل إلى الله بالأدعية وتوجه إليه في أي شيء أن يقول لذلك الشيء كن فيكون كما شاء وذلك عند أمره أي عند أمر الحق في ذلك وينفرد الحق بسر نشره ونشئيه لأنه هو الفاعل والخالق والرازق والمحي والمميت ]وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى [ [الأنفال:17] فالعبد كاسب للأفعال والرب خالق لها فالتفاضل بين الخلق إنما هو في الأمر الحق أي فمراتب العقل بين الخلق باعتبار أمر الحق وكل حاصل من الكرامات الخارقة للعادات فهو بأمر الله وخلقه ليس للعبد في ذلك إلا المباشرة فشخص يكون أمره ربانيا لتحققه فيكون عنه ما يشاء فإذا ارتقى الولي أعلى مراتب الولاية وهو مقام الختم يكون أمره في ذلك المقام ربانيا لتحققه وعلو شأنه فيكون متصرفا في العالم بما يشاء بإذن من الله وبالله وفي الله وأخبر عن متحقق ليس له ذلك وإن كان قد ساواه في الإنشاء في العبادة وحسن الآداب وإخلاص الأعمال لأن ذلك الأمر والتصرف يؤتيه من يشاء من عباده فأحوال الأولياء مختلفة فمنهم من أظهر الله تعالى الكرامة على أيديهم ويعلمون بأنفسهم أنهم من أهل الكرامات ومنهم من هو أعلى مرتبة من هذا القسم وهم