حظ الإنسان من العالم

لأن الإنسان داخل في العالم من وجه خارج عنه من وجه باعتبار حقيقته الأصلية كما تقدم بيانه وتفصيله وله حظ من العالم فهذه الترجمة في بيان حظه منه فاعلم أن الإنسان على ما اقتضاه الكشف والعلم روح العالم فالإنسان بمنـزلة روح العالم والعالم بمنـزلة الجسم له ولذلك بحسب ما اقتضاه الكشف والعلم والعالم الجسم فإذا زال الروح تعطل الجسم وانحل تراكيبه فهو الآن روح للعالم الدنياوي بمنـزلة الروح له وبه وبالإنسان الكامل بقاؤه كبقاء الجسم بالروح و به فتق أرضه وسماؤه لأنهما كانتا رتقاً ففتقهما مصلحة تامة للإنسان وروح عالم الآخراوي لأنه جزء من الحقيقة المحمّدية لما تقدم بيانه إلى أن ينفخ فيه الأمر الرباني هذا الروح الإنساني فيصير (ح) من جملة العالم هو الآن كصورة آدم قبل نفخ الروح فيكون روح العالم بالقوة والأرض قبل إشراق يلوح أو يكون كصورة الأرض قبل إشراقها بالنور وفي نسخة يوح بغير اللام ومعناه قبل إشراقها بالوحي فإذا أخذ هذا النشؤ الإنساني من هذا العالم الدنيوي وذلك بانقراض جنسه وصعود روحه