بعضها لبعض ومازج ما ذكرناه أفلاك الدواري والأنوار وهو العالم العلوي من الأجرام النيرة اللطيفة حال كون الامتزاج مرتوق الشعب منـزوع اللهب لانسلاخه عن تلك الكثافة بحسب تطوره في ذلك المقام ففرقنه الأفلاك والنيرات بحقائقها فكانت فتقا أي فكان ذلك الممتزج من العناصر للأفلاك ففتقها الأفلاك فتقا مميزاً من بعضه بعضا بواسطة الأفلاك وصعد هيولانيا وهو ما به الشيء هو هو فصير الحق عنه هذه الأسباب المذكورة صوراً وخلقاً مختلفا ألوانه وطبائعه بحسب ما تشعب منه فأدراه الحق بسبع طرائق سبع سموات مطروقة لأن الملائكة تصعد وتنـزل فيها فكانت ذات طرق أو الأرواح الكمّل أو الرحمة والبركة والخير وجعل الأفلاك أرواحاً لهن أي للسبعة المذكورة وقد تقدم بيانه وحقائق لهن أيضاً [فقال تعالى: ] ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء [ [البقرة:29] ] قصد نحوها من قولهم استوي إلى مكان إذا توجه إليه توجهاً لا يلوي على غيره والظاهر أن ثمّ لتفاوت مَّا بين الخلقتين لا للتراخي في المدة لقوله: ] وَالأَْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا [ [النازعات:30] ودحوها متقدم على خلق الجبال من فوقها وهي دخان أو مظلم ظلماني وقد تقدم بيانه ] فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ [ [فصلت:12] في مقدار يومين بعد ما خلق