الأرض في يومين أيضاً فإيجاد السبع المذكورة وجعلها سماوات مختلفة ألوانها ومادتها بحسب ما وصل لها من العناصر المختلفة متأخراً إيجادها عن إيجاد الأرض ] وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ [ [فصلت:10] أي قدر فيها أقوات أهلها بأن عين لكل نوع ما يعيش به وأقواتا نشأ منها بأن خص حدوث كل قوت بقطر من أقطارها وقرء وقَسّم فيها أقواتها وذلك في أربعة أيام في تتمة أربعة أيام كقولك سرت من البصرة إلى بغداد عشرة وإلى الكوفة في خمسة عشرة ولعله قال ذلك ولم يقل في يوم للإشعار باتصالهما لليومين الأولين والتصريح على العد لكمه وذلك لكثافة الأجرام والمراد ما في جهة السفل من الأجرام البسيطة ومن خلقها في يومين أنه خلق لها أصلا مشترك ثم خلق لها صوراً صارت بها أنواعاً وإليه الإشارة بقوله فإنها أربعة عناصر مختلفة الأسرار أي الأصول ولهذا حصل الاختلاف في الطبائع باختلاف العناصر والمواد ولما كان الدخان من نار السبع الطباق الترابية بواسطة ما ذكرنا من الالتماس والحك فكانت مختلفة في اللونية باعتبار ما تشكلت منه لصفاء أجرامها فأثرت صفات أجرام طباق السفلية الترابية في صفات جواهر أسماء طباق العلوية فكانت مختلفة اللونية فزرقة وصفرة وحمرة