والدقائق ومنها تتنـزل عليهم من مستواه سبحانه وتعالى من تلك الرقيقة المنار مكاشفة من غير واسطة ورأينا مشاركة أتابعهم لهم أي أتباع قومهم وأممهم لهم وهم الخواص من الرسل والأنبياء المتقدمين في هاذين التنـزيلين ولكن بوساطتهم أي بوساطة الملائكة لا بالعين وهو تلقي الأمر المصون والسر الميمون من غير واسطة ملك إلاّ هذه الأمة التي قيل فيها إنها خير أمة أخرجت للناس فلها المزيد على سائر الأمم من حيث متبوعها وأتباعها وشرفها وأشرافها فإنها تأخذ عنه أي عن السر المصون من مقام الاستواء من غير واسطة ملك كما أخذ عنه من تقدم من رسول أو نبي منـزل والحاصل أن الشيخ t أثبت التلقي من الأسرار الربانية بلا واسطة ملك أفضل مما كان بالواسطة ولهذا فضلت هذه الأمة المحمدية على سائر الأمم لأن غالب أحوالهم يتلقون الأسرار الشريفة والأنوار الرقيقة من الحضرة بلا واسطة بخلاف الأمم الماضية فإنهم لا يتلقون إلا بالواسطة وإياك أن تفهم عن الشيخ t نفعنا الله تعالى به وبعلومه إنه رجح مقام الولاية العامة على مقام النبوة كما زعمه بعضهم لأنه صرح أولاً أن الأنبياء والرسل يتنـزل عليهم الأمر على