عن المثل وذلك إذا تجلى الحق لقلبه إلى قلب هذا الإنسان الكامل المنـزّه عن صفة السرابية في مكنون غيبه وذلك التجلي بصفاته تارة وبذاته أُخرى فسطعت فظهرت بسببه أنواره أي أنوار المُتجلِّي عند التجلي على المتجلَّي والمتحلَّي والمتخلَّي عليه (فح) الظفر به من السعادة الأبدية فمن ذلك التولي والنور المتجلي فوجد الأين يحصره والعين يبصره لأنه جسم ولابُدَّ للجسم من أين ومكان يستقر فيه وإذا كان جسماً كان منظوراً لا محالة والكيف ينعَتُه يصفه وبهذا تميز العبد الكامل عن المعبود والعقل من التشبيه يمقته أي والعقل الكلي يمقت ويبغض من اتصف بهذه الصفات الأينية والعينية والكيفية التي هي من صفات البشرية فيرجع بعد مقام الفناء وهو مقام الاستغراق في الحضرة القدسية إلى العجز " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " فكل من ادّعى فقد ارعوا ومن ادعى العجز وعدم العرفان فقد عرف ربه ويعرف أنه خلف حجاب العز ومن توهم الترقي من هذا المقام فقد جلب لنفسه الملام فحينئذ أي فحين استعمل هذه الآداب صار من الأحباب