الرحمن من حيث التخلق بصفاته ] وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [ [البقرة:32:31] فآدم على صورة الرحمن من حيث العلم والقدرة والتصرف في العالم بالإحياء والإماتة وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى ومن حيث إظهار خوارق العادات من الكرامات على يديه والدليل على ما قاله الشيخ قوله r " خلق الله آدم على صورته " أو كما قال أي خلق على صورته من حيث إنه محل صدور الانتفاعات وإليه الإشارة بقوله فله الفضل على جميع الوجود حتى على الملائكة المقربين الذين لم يعصوا الله ما أمرهم بالصورة من حيث إضافة العلوم والتصرف في العالم بالأمر والنهي ومن حيث السجود له لما قلناه فبالصورة صحت له الإمامة أي من حيث الصورة العلمية والمعرفة اليقينية والأسرار الربانية صحت له الإمامة والتقديم على جميع العالم وبالسجود للإنسان صح له العلى أي الرفعة والمزية والفضل وذلك حتى شهد الحق له أي لهذا الإنسان الكامل أنه علامة حيث قال: ] وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا [ [البقرة:31] فصار معلماً وعلامة له بهذا الاعتبار ولما كان الأمر ( ق211/أ)

على هذا الترتيب المذكور وقد عرفته وأعطت له الحكمة هذا التقديم من حيث السجود له والتكريم بالتعليم كذلك هذه النشأة الإنسانية الفضلية والنوعية والنكتة الربانية لأنها محل أسراره وبوارق أنواره فيها أي في النشأة الإنسانية أئمة كالسمع والبصر واللسان واليد والرجل وأعظمها القلب وكل وأحد منها إمام لما خلق له كما فيها أي في النشأة أمم متعددة أمة فوق أمة من حيث الشرف والفضيلة إذ كان أم الكتاب أي هذا الإنسان الكامل أم الكتاب والمراد به الحقيقة المحمدية التي هي أصل الوجود العلوي والسفلي وما بينهما كما تقدم وحضرة اللباب وما عداه كالقشر المصون ثم أخذ في تعدد الأئمة فقال والروح الفكري إمام وهو ما يتفكر في الوجود ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ويضاهوها أنفسهم والروح العقلي إمام لأنه واسطة الفكر والعلم واكتساب السر والنور والروح المصور ظرفاً له والروح الخيالي خزانة له والروح الوهمي وهي الصورة الموهمة إمام أي كل واحد من الروح المصور والروح الخيالي والروح الوهمي إمام على ما ينتج منه والحواس