فقد تمهد هذا أردنا أن تتميز الرتب بالأخذ في شرف النسب الذي يتعلق به الورث الحسي وهذه النسبة الإرثية من الأصول والفروع وحواشي النسب أو الورث الأسني في العالم الأدنى وهو ورث استخلاف على أمصار تعبد أحرار كما سيأتي في آخر الفصل الذي يليه والغرض النفسي وهو شرف البيت العالي وهو ورث أسرار تجليات أنوار لأن المقصود بالشرف شرف النفس وتزيينها عن شوائب النقص لا شرف الحس إذ لا فائدة فيه ما لم يتصف بالشرف.

فصل

كذلك صح التقدم لعالم غيب الإنساني على ما فيه من نسب الحيوان أي وبما قلناه صح تقديم الإنسان في الرتبة وشرفيته على سائر الحيوان مما هو في عالم غيبه وعالم شهادته فهو أي الإنسان محركه ومصرفه ومنبهه ومعرفه الضمير في الكل راجع إلى الحيوان فالإنسان الكامل هو المتصرف فيه بما قلناه ولكن احتجب عن أكثر الناس عالم غيبهم بما ظهر لقصورهم وكثافة جثمانيتهم وعدم صفاء روحانيتهم وإليه الإشارة بقوله فلذلك حرموا اكتساب اللآلئ واقتناء الدرر وهما كنايتان عن الأسرار الربانية والمقامات السنية وحيل بينهم وبين الأسرار لعدم قابليتهم لهذه الأنوار وضرب