هذا الكامل ومطلع الأسرار هو القلب فلابد من تحويل صفات العجب والتكبر والأمل والرياسة وحب الدنيا وكل صفة مذمومة شرعاً وتبدل موضعها بصفة حميدة كالتواضع والحلم والعلم والرحمة إلى غير ذلك من كل صفة محمودة شرعاً وحفظاً للأنوار.

فصل

ولابد من طلوع شمس حقك لأن الإنسان الكامل الجامع لصفات الكمال لأبد أن يظهر على ظاهره أثار تلك الأسرار وبوارق تلك الأنوار لأن الظاهر عنوان الباطن فتطلع أنوارك على ظاهر خلقك وخلقك فيستدل بها على حالك ومقامك من قوة مرامك فتظهر منورة تارة ومكسوفة أخرى وذلك بحسب قابليتك وغفلتك واعلم أن الشمس لم تـزل جارية من الغرب إلى المشرق بنفسها وذلك عند رجوعها إلى مطلعها بإذن الله تعالى في ذلك كما لم تزل جارية من المشرق إلى المغرب بغيرها بواسطة الملائكة الموكلون بها وفيه إشارة إلى أن العبد تارة يسري بروحه إلى ربه وتارة يسري الرب إليه وقد تقدم الكلام عليه فعيان البصر قاصر عن مشاهدة هذا المعنى ولابد لها يوماً أن تظهر حركتها أن تظهر الشمس حركتها أي سرها وسريرتها وتعطي بركتها على أتم وجه وأكمل معنى