الصناعة وذلك لما ورد عن أبي هريرة t قال: ورثت من رسول الله r وعاءين فأما احدهما فقد بثثته وأما الأخر فلو بثثته لقطع من هذا الحلقوم أو هذا البلعوم [ثم رأيت] كيف أشار إلى [ما أودع الحق] لنبيه من السر الإلهي وكيف أوحاه إلى أبي هريرة وكيف أشار إلى كتمه وفيه إشارة إلى تشريفه وما أفاض من [هذه الأسرار لديه] لانا أتانا الحقيقة والطريقة والشريعة والدليل عليه قضية جبريل u في بدء الوحي لما خنفه ثلاثا أو هزه فإن المحدثين يقولون ذلك اقتدى بسنته والعارفون يقولون إنما خنقه ثلاثا لحكمة في الأولى أفاض عليْه علم الحقيقة وفي الثانية علم الطريقة وفي الثالثة علم الشريعة فلم يعبر عن الطريقة والحقيقة لأن الحقيقة والطريقة معاني تنشأ عنها حقائق الإلوهية ممنوع من إفشائها وإنما هو مأمور بالتشريع فلهذا كان يقول في الأولى والثانية لست بقارئ وفي الثالثة قال لها ] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [ [العلق:1] فقرأ ورجع بها إلى خديجة بنت خويلد [ثم] إن الشيخ t سلَّم الأمر إلى الله تعالى بقوله: [توكلت في إبرازه عليه] لأنه خير من يلجأ ويعتمد عليه [فجعلت هذا الكتاب] الذي يسمى بعنقا مغرب بياناً [لمعرفة هذين المقامين] مقام الإمام