اناتنال بصفات القلوب لأن القلب إذا زال عنه الران أشرق على عالم السر وبلغ ما له [في عالم غيبه] ونفذت الروح بذلك الصفاء في عالم [حسه] وبما اغترفته من الفيض في عالم معناه وهو عالم غيبه لأن هذا المر شاهد لكل احد من هذه الأمة إذا نام رجعت الروح من الحواس الظاهرة ونفذت إلى عالم الغيب من الحواس الباطنة وحصل لها التجلي بالرؤيا في عالم الخيال فإذا استيقظ نفذت الروح في اليقظة بما حصل لها قال الشيخ ابن الفارض قدس الله سره:

وما ذاك إلا النفس عند اشتغالها

:.

بعالمها في مظهر البشريتى

تجلت لها بالعيز في شكل عالم

:.

هداها إلى فهم المعاني الغريبة

فإذا استيقظ رجعت الروح ونفذت في الحواس الظاهرة وإذا نام نفذت في الحواس الباطنة ورجعت الروح إلى عالمها الأصلي التي كانت فيه روح مجردة وصار الجسد كالبرزخ بين عالم النوم واليقظة فالعارف إذا تجردت نفسه عن مألوفاتها البشرية حصل لها المسرات سواء كان في النوم أو في اليقظة قال الشيخ عمر قدس الله سره:

وقال من القي عليك علومه

:.

وقد ركدت منك الحواس بغفوتي