لوامع البرق الموهن
تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)
الحضرة الثالثة عشر حضرة المشاهدة
أوقفني الحق ، سبحانه وتعالى ، في حضرة المشاهدة ، المنزهة عن الجهة و المسامتة ، فشهدته ، سبحانه ، في جميع المظاهر ، الأول منها والآخر ، حتى تجلى في السماء والأرض ، والطول والعرض ، واليمين واليسار ، والجنة والنار ، والخلف والأمام ، والمأموم والإمام ، شهود عين أهل العرفان ، بل شهود أهل العين والوجدان ،غير انه منوط بالتحقيق و البرهان ،فافني فيه مني ، ثم صار لي عوضا عني ، فقمت ، في مقام البقاء الأعظم ، لابسا للرداء المعلم ،، فقيل ؛ تأخر ، بمعنى
تقدّم ، ثم أسدل ، دوني ، حجاب العظمة ، فنوديت من خلف سرادق العزة .
يا ... هذا
تحقق النظر فينا، بنا، فإن المشاهدة ، منوهة بالمقاربة والمساعدة، وذلك من خصائص الغيرية، التي هي من أعظم الحجاب ، على الحقيقة الأحدية .
فقلت ، من لى بذلك ؟
وكيف الوصول إلى ما هنالك ؟
فقال : بالانهماك ، والاسترسال في حقيقة الحق المتعال، من غير فتور ولا إهمال.