موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الثامن والتسعون منظر البهت*

يتجلى الله تعالى على العبد بتجل يذهب فيه لبه، و يزيل عقله، وتنعدم فيه معارفه، فيبهت مصطلما، تحت نوار وجدان الحق تعالى.

وهذا التجلي المخصوص تجلی ذاتی، ليس للاسماء والصفات التي تعرفها، فيه محرج ول مسرح.

ومن الفحول من يحفظ الله عليه عقله، في هذا المشهد، لكنه يكون مبهوتا: ان سالته، لم يستطع الجواب، وان خاطبته لم يقدر على الخطاب.

فعجزه إنما هو من حيث قدرته , لا من حيث ذهاب العقل , حتى أنه لو أراد أن يرفع طرفه من محل الى غيره، لم يستطع في غالب أوقاته.

وفي هذا المشهد:

رأيت رجلا من الشيوخ ببلدة تسمی الأنفة، هو الفقيه الأجل العارف جمال الدين محمد بن إسماعیل بن المكدش*، نفع الله به !

توفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بقرية المذكورة. ورأيت من هذا المذكور، في زيارتي له أيام بدایتی - بركات كثيرة.

آفة هذا المنظر:

هو العجز الظاهر على روحانية هذا العبد، فإن الكامل لا يبالي بما عسى ان يتغشاه من أنواع التجليات.

لأن الله قد كمل ذاته، فهو مستعد کامل، لما يرد عليه من ذلك الجناب.

والعاجز ناقص ومحجوب.

* بهته الشيء بهتا: أدهشه وحيره. بهت فلانا بهتا، و بهته، وبهتانا: قذفه بالباطل.

انظر: المعجم الوسيط، ج1، مادة بهت.

والمقصود هنا هو المعنى الأول: أي الدهشة والحيرة.

*هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن يوسف المكدش، صوفي يمني معاصر للجيلي، كان يقطن بقرية ( الأنفة )، من قرى وادي سهام.

ترجم له الشرجي اليمني وذكر أنه توفي عام 778 هـ.

ولكن الجيلي هنا يذكر تاريخا آخر لوفاته 789 ه


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!