موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر التاسع والتسعون منظر وان من شيء إلا عندنا خزائنه

يتجلى الله تعالى على العبد بتجل يكشف له فيه عن مفاتيح الغيب، التي أودعها الله تعالى في الإنسان الكامل، فيفتح بها اقفال غيب ذاته، فيلج في خزائن الملكوت، ويرى ما أودع الله فيها من أسرار الجبروت، ما لا يدخل تحت الحد، ولا يعرفه الا الله تعالی.

وحينئذ يعلم حقيقة قوله تعالى " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه".

من تجلى الله عليه، في هذا المنظر، حل رموز العام من ذات نفسه، وعالم هيكله، بجميع ما فيه، كل ذرة منه، روحانية عالم من العوالم الوجودية الشهادية.

فإن أراد تدبير ذلك العالم، أو تحريکه، حرك من نفسه ذلك الرمز، الذي هو روح ذلك العالم، فتحرك أجزاء ذلك العالم، في عالم الشهادة، والملك والملكوت، بتحريك ذلك الرمز، فإن الجسد تابع للروح.

وفد علمت أن ذرات وجود الانسان الكامل أرواح لسائر الموجودات.

وقد وضعنا لمعرفة هذه الرموز، التي في الإنسان الكامل، كتابا سميناه ( قطب العجائب، وفلك الغرائب ).

وبسطنا القول في ذلك مما أذن لنا واعلمنا.

واعلم أنه لم يضع ذلك العلم احد في كتاب قبلنا فالحمد لله على أن جعلني اول واسع لذلك العلم الالهي في عالم الشهادة.

ليستدل من ذلك الكتاب، في هذا الفن، من أيده الله تعالی بروح منه، وجعله من عباده المقربين.

وقد تحققت بهذا المشهد في سنة ثلاثة وثمانين وسبعمائة.

آفة هذا المنظر:

وقوفه مع الرمز والرموز، وتحريك المخلوق بالمخلوق.

وليس الفخر الا في تحريك العالم بالله تعالى.

وهذا حجاب صاحب هذا المشهد، آن اقتصر على ظاهره، والله أعلم.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!