المناظر الإلهية
تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)
*****المنظر الثامن منظر اترك نفسك وتعالى
ترك النفس: انما هو بجحود الآنية وإثبات الهوية الإلهية عوض انيتك.
فتكون أنت لا أنت، بل أنت هو، بل ما أنت هو، لأنه هو هو.
وفي هذا المشهد: تضاف أسماء الحق تعالى إليك، فنجيب الداعين بها.
فإذا قال قائل يا الله ! أجبته أنت.
لبيك وسعديك ا وما أنت المجيب، بل الله الذى أجاب من دعاه."علي لسانك وقلبك"
لطيفة الهية، لا يعرفها الا الواقع فيها، ذوقا وجوديا، وكشفا حقيقيا.
وفي هذا المشهد: تتنزل عليك الأسماء الإلهية، إسما فإسما.
والصفات الرحمانية، صفة صفة.
وأنت تقبل منها يقدر ما يقتضيه حالك من قوة القابلية، وتحقيق الكشف.
فيكون عندك من العلوم اللدنية: علم الحضرة النفسية، وما يتعلق بها من الشئون، والمقتضيات، والاضافات، والنسب، والظهور، والبطون، والأولية، والآخرية إلى غير ذلك.
آفة هذا المنظر:
هو احتجابك بأنوار الأسماء والصفات، في الاتصاف بها، عن حضراتها، و مخاطباتها، بعضها لبعض.
بما فی مطاوی حقائقها، مما هو لله تعالی ۰
وهذا حجاب، فاذا خرقته انتقلت الى محاضرات الأسماء والصفات، وسمعت مخاطبات بعضها مع بعض، علی حساب ما فی قوة قابليتك ۰
والله المعین، لا رب غیره.