موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر التاسع منظر محاضرات الأسماء والصفات ومخاطبات بعضها لبعض

وفى هذا المشهد:

يخاطبك كل اسم وصفة، بما يقتضيه من حقائق الجمال والجلال والكمال.

وتسمع مخاطبات بعضها لبعض، وتتنزل عليك المعانى الالهية، أطوارا بعد أطوار، وأدوار بعد أدوار.

وفي هذا المنظر:

يفتح عليك بأسرار الهية، لا يسع شرحها، من علوم الأحدية والواحدية، ومن علوم الألوهية والرحمانية و خصائص الاسماء ۰

و تشرفه من هذا المحل علی حقاتق الراتب الكمالية:

فلا تمر باسم صفة، ولا نعت وصف، ولا صفة فعل، ولا أسم ذاته ـ الا يناجيك بحقيقة م فيه من الكمالات الالهية.

وكلما ناجتك حقيقة بما فيها، انطبع فيك ما بلغته اليك من تلك الأمور الكمالية، المودعة فيها، على قدر قابليتك.

فتعلم حينئذ حقيقة أنهم لم يحملوا تلك المعاني الكمالية لأنفسهم، بل حملوها لذاتك.

و لهذا الشهد طرفان: أدنی، و أعلی ۰

فمن کان فی طرفه الأدنى = فانه يجد ما يجد، من حضرات الأسماء، متعلقة بالذات الالهية، ويسمع ما يسمع، من مخاطبات الصفات، بما تقتضيه حقائقها، من حيث ما هي صفات الحق مطلقا.

ومن کان فی طرفه الاعلی:

۰ فانه یجد جمیع تلك، الأسماع والصفات، من حيث أنها أسماؤه وصفاته، لما تقتضيه حقیقته، تبارك وتعالی.

فهی له یتصرف فی مقتضیاتها، بلذة علم أحوال تلك المخاطبات والمسامرات، لذة المالك فيما يملك، والمتصرف فيما يتصرف..

فان كمل، والفناه هذا المشهد، عن سائر البقايا الذاتية البشرية، وتطهر عن نقائص وجوده، فانه يرتقى من هذا المشهد الی الفناء الذاتی، المعبر عنه بالسحق ثم المحق.

آفة هذا المنظر:

هو احتجابه. بمحاضرات الأسماء والصفات، عن اعطاء حقائقها حقوقها، كل اسم بما هو عليه، وكل صفة بما هى عنيها ،من معانی الجلال والجمال.

في ( اصطلاحات الصوفية ) للكاشانى:

والسحق هو ذهاب تركيب العبد تحت القهر عند عظمة سلطان الحقيقة.

والمحق: هو فناء وجود العبد في ذات الحق

والمحق يعرفه بأنه: فناؤك في عينه، أى في عين الحق.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!