موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الحادي والعشرون منظر الوقوف

لا يوقف بين المقامين الا من يريد الله تكميله. والوقفة بين المقامين، دليل على قوة سير العارف.

فان من لا وقفة له، سکران بخمار المقام الذي خرج عنه، وهو لا يدري.

فيزعم أنه في السير، للسكرة التي هو فيها، فهو واقف من حيث لا يشعر.

وهذا دليل على بطيه في الطريق.

وسر الوقفة بين المقامين:

هو أن يميز العارف بها ما قد مضى، ويعرف بها أدب المقام، الذي هو مقصد لدخوله، فكل وأقف ادیب.

وعلى الحقيقة، ما للعارف وقفة، لأنه دائم السير.

فيعلم علما في السكر، ثم يعلم علما في الصحو.

ولا يزال ينتقل من سكر إلى صحو، ومن صحو الى سكر.

فحينئذ، تكون الوقفة عبارة عن:

الوقوف بين يدي الله تعالى، في منظر من المناظر، أما صحوا، واما سكرا، فافهم!

آفة هذا المنظر:

هو تعاقب السكر والصحو، بحكم الانفراد، وهذا نقص.

وليس الرجل الا من كان ذا سكر في صحو، وذا صحو في سكر.

فلا يتعاقبان عليه، بل لا يفارقانه أبدا.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!