موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الرابع منظر الشهود

يشهدك الله تعالى، فى هذا المنظر، ظهوره فى سائر مخلوقاته. وهذا المنظر أول المناظر الحقيقية، التي ليس فيها التباس، ولا تخييل، ولا تصور، ولا بطلان.

بل يشهد الحق تعالی فی سائر موجوداته.

وفی هذا المنظر ثلاث غرف، بین کل غرفة من المدارج والمعارج ما لا يحصى:

الغرفة الأولى:

شهوده تعالی فی کل شیء، بعد وقوع نظره في ذلك الشيء.

الغرفة الثانية:

شهوده تعالى في کل شیء، عند وقوع النظر على ذلك الشيء من غير مهلة.

الغرفة الثالثة:

شهوده تعالى قبل وقوع النظر على ما تشهده فیه ۰

وليعلم أن هذا الشهود من غير حلول، ولا ممازجة، ولا مماسة، ولا نوع من أنواع التجسيم والتشبيه، ولا شيء من ذلك.

بل يتجلى کما شاء، على ما هو علیه من التنزيه و الکمال والتعالي، فیما شاء من الظاھر ۔

تلك سنة الله، التي قد خلت في عباده من أوليائه: یتجلی علیهم، فیما یشاء، کما یشاء.

ألا ترى إلى تجلية، سبحانه وتعالى، لموسى في النار المخلوقهٔ، التي رآها الى جانب الشجرة، فسمع لندائه أنه: (أنا الله لا إله إلا أنا)، قلم ینکر تجلية في النار، بل آمن وصدق ۰

وقد ذکرنا بعضا من الأحوال الموسوية فى كتابنا المسمى بـ (المملكة الربانية، المودعة فى النشأة الإنسانية).

آفة هذا المنظر:

هو شهودك للخلق مع شهود الحق، لأنك إنما تشهده في مظاهره الخلقية فلابد من شهود الظاهر متميزا ولا وجود لشيء سواه ۰

ومن هذا المنظر، ينتقل إلى منظر الوجود، ترتيبا. الهيا، فيما یتعرف به الی اولیائه.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!