موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الثالث منظر التجلي على الاطلاق

إذا استقام قلب العبد، فى حضارة الإيمان، يتصور ما الله تعالى، یطفح على قلبه، من قلبه نور شعشعاني، فیتجلی عليه، من باطن ذلك، معنى إلهي، فيقع عنده، بالضرورة، أنه نور تجل إلهي.

فيذهب حينئذ عن محسوساته، إلى ذلك النور، ويؤخذ فيه عن سائر معلوماته. وقد تتواتر عليه سطعات الأنوار، فيشاهدها بعين رأسه، لاتحاد البصر بالبصيرة. كما تتشكل الأمور الخيالية، أحيانا، فى الحس، فيشاهدها الناظر ببصره.

وفی هذا المنظر تکون البواده، واللوامع ۰والبوادي ،و السواطع ،واللوامح، في أول الأمر.

فإذا تواترت علیه، و أعقب المثل مثلا، فقد است قلبه في هذا المشهد.

وفى هذا المشهد يفتح عليه من العلوم والواردات:علم نور الحق تعالى، و تلاشی العالم ۰ ویکون لدیه من المعارف توحید الظاهر في المظاهر.

آفة هذا المنظر:

هو شهود نفس تلك الأنوار، فإن الحق تعالى منزه ذلك ۰

وإنما هي أنوار إيمانية بالله تعالى، تتجلى علیه فيرتتق عليه الأمر، فيظنها أنوار الله تعالى، وهي نور الايمان.

على أنه فى الحقيقة كل الأنوار، بل كل شىء. هو نور الله تعالى، ولو بواسطة شيئية ذلك الشىء، وهو يظنه بلا واسطة، فهو محجوبپ.

و من هذا النظر ينتقل إلى منظر الشهود، ترتیپا الهيا.

و یعرف القشیری البواده بقوله:

"... ما یفجأ قلبك من الغيب على سبيل الوهله أما موجب فرح أو موجب ترح "الرسالة ص 44، ص

تعريف الكاشانى نفسه مع تغيير العبارة الأخيرة الى " فيوجب بسطا أو قبضا " وهو بمعنى * اصطلاحات الصوفية، ص 38 •

اللوامع يعرفها الکاشانی بقوله:

"هي الأنوار التي يشاهدها صاحب القلب الطاهر، ببصره الظاهر، مبتدئة عن آثار المصادمات، الحاصلة بين حديد بصيرته الذاكرة، بتوجهها إلى المذكور الحق وبین حجرية قلبه القابلة للهبوط، من خشية مذكوره، وتجليه فيه، فيتنور بذلك النور ما حوله، فيشاهد البصر أنوارا ساطعة، مثل أنوار الكواكب والأقمار والشموس، فتسمى تلك الأنوار اللوامع " لطائفه الاعلام ق 140ظ.

البادي: " هو الذي يبدو على القلب فی الحین من حیث حال العبد فإذا بدا بادي الحق يبيد كل باد غير الحق ". انظر: اللمع، ص 418 •

و من هنا فإن الطوالع لدی الهجویری هی: " طلوع أنوار المعارف على القلب "، ص 467 ۰

ولدی السراج الطوسی: (أنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة بتشعشعها، فيطمئن م في القلوب من الأنوار، بسلطان نورها، كالشمس الطالعة اذا طلعت، يخفى على الناظر من سطوة نورها أنوار الكواكب، وهي في أماكنها "

قال الحسين بن منصور الحلاج ا فى هذا المعنى:

قـد تجلت طوالـع زاهرات ….. يتشعشعن فى لوامع برق

خصني وإحدى بتوحيد صدق …... ما إليها من المسالك طرق

اللمع، ص ۲۲ و ۰.

ولدی الکاشانی: « الطوالع: أول ما يبدو من تجليات الأسماء الإلهية على باطن العبد، فيحسن أخلاقه وصفاته بتنوير باطنه ". اصطلاحات، ص 14.

وانظر: الرسالة القشيرية، ص٤٢ - ٤٤

اللوامح غیر موجود فی المصادر الصوفیة، و هی نحت الجیلی

كالسواطع، وهى قريبة المعنى من اللوائح

واللوائح هى: " ما يلوح للأسرار الظاهرة لزيادة السمو والانتقال من حال إلى حال أعلى من ذلك.. " اللمع، ص ٤١٢.

وعند الكاشاني: « اللوائح جمع لائحة، وقد يطلق على ما يلوح للحس من عالم المثال، كحال سارية، رحمه الله، لعمر، رضي الله عنه، وهو من الکشف الصوري ۰ وبالمعنى الأول من الكشف المعنوي الحاصل من الجناب الأقدس " اصطلاحات، ص 73

والوارد: ما يرد على القلوب بعد البادي فیستغرقه والوارد له فعل ۰ ولیس لبادی فعل: لان البوادی بداية الواردات.." اللمع، ص 418.

فیرتتق ۰ رتق الشی و رتقا: سده او الحمه او اصلحه.

الشىء رتقا: انسد والتام. أنظر المعجم الوسيط، مادة رضى،

والمعني الثاني هو المقصود: ای التبس عليه الأمر.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!