موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الثامن والثمانون منظر الملائكة المهيمين

الله ملائكة مهيمون في مناظر التجليات الالهية:

فمنهم من دهش، ومنهم من ضعف، ومنهم المشاهد، والمتكلم، والمتحرك، والساكن.

وهم كلهم من الملأ الأعلى، ليسوا عنصريين، ولا موجودين من الطبائع.

بل هم انوار مجردة، خلقهم الله تعاني من نور اسمائه وصفاته، وكل من خلق من نور اسم، فهو مهيم فيه، لا يعرف الله إلا به، ولا يعرف إلا به، ولا يعرف غير ذلك الاسم.

رأيت في هذا المشهد: خلقا من هذا النوع الكريم، لا يمكن شرحهم، قد البسهم الله تعالى ملابس الهيبة والعظمة، فلا يراهم أحد الا ويخرج عن حاله، إلى حال آخر. ورأيت لهم مائة ملك مقدمين عليهم، ورأيت عليهم مقدما - كلهم تحت حيطة اسمه القائل له مع كل ملك وجه خاص.

ولهذا الملك من التمكنات والحيطة، والاتساع - ما لا يمكن شرحه.

وهو الملك المسمى بالروح، في قوله تعالى: " يوم يقوم الروح والملائكة صفا ".

فيكون هذا الملك وحده صفا، وباقی الملائكة جميعا صفا.

وقد بوبنا له بابا، شرحنا فيه عجائبه، وغرائبه، في كتابنا الموسوم بـ " الانسان الكامل ".

وفي هذا المنظر:

رایت جماعة من الأولياء، كل شخص مع ملك، ذلك الا احدهما أو كلاهما.

وفي هذا المنظر من عجائب آثار الله، ما لا يمكن شرحه.

آفة هذا المنظر:

احتجاب العبد فيه، بما هو عليه من الحق تعالى، عن بواقي الكمالات الإلهية.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!