موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

الفتّاح

 

 


الفتّاح بما فتح من أبواب النّعم والعذاب، يقال للحاكم فاتح وفتّاح، لأنّه يفتح بحكمه ما انغلق من الأمر بين الخصمين، فالحقّ هو الحاكم بين عبيده يوم القيامة، وهو الفتّاح لما انغلق من أمور عباده من أسباب معايشهم، فيغني الفقير، ويفرّج عن المغموم، ويفتح على قلوب المؤمنين أنوار معرفته، وعلى المذنبين أبواب مغفرته بعنايته ينفتح كلّ مغلوق، وبهدايته ينكشف كّلّ مشكل .

اعلم أنّ لفتوح أحكام هذا الاسم ثلاث درجات :

أوليها: علم الأسماء وما خصّ به آدم عليه السّلام .

وثانيها: علم الأذواق المخصوص بالأولياء .

وثالثها: جوامع الحكم الّتي أوتيت محمّد عليه السّلام، ففتح بمحمّد صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم أبواب درجات الأسرار والعلوم الإلهيّة، كما فتح بآدم عليه السّلام علم أسماء المظاهر الحجابيّات وإحصاء اختلاف اللّغات، ولمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كشف حقائق المسمّيات، وشهود أنوار أسرار الإلهيّات .

ووسط هذين المرتبتين علم الأذواق والأحوال، الّذي اختصّ به أرباب الطّريقة .

ولا نهاية لعلوم هذا [هؤلاء] القوم، لعدم نهاية من تعلّق به علومهم :

ومن ذلك: شهود العبد تقلّب الأحوال في بحار الحكمة، وثقته باللّه عند الحاجة، وعدم اضطرابه، وكون فرجه بضمان اللّه أعظم من فرجه بالسبب المعيّن، لعلمه بصدق الوعد الإلهيّ، وامتناع ضمان الحقّ عن تطرّق الآفات إليه، والّذي لا يحصّل سكونه إلى ما بيده من الأسباب يمكن أن يتطرّق إليه الآفات .

فمن خصّه اللّه بفتح هذا الشّهود فهو أتمّ ذوقا وأقوى سكونا من صاحب السّبب المزيل لألم فاقته، وهذا من علم الفتح البرزخ بين الدّرجتين .

ومنها: علم الإفتقار إلى الحقّ بالحقّ، وذلك أن يطّلع الحقّ عبده على أسرار الأسماء، فيشهد [أنّ ] حاجتها إلى التّأثير في الأعيان أعظم من حاجة الأعيان إلى ظهور الأثر فيها، لأنّ للأسماء في ظهور آثارها الكبرياء والسّلطان والعزّة والمجد، بخلاف الممكن فإنّه في قبول الأثر على خطر عظيم، فإنّه قد يتضرّر بقبوله الأثر أكثر من انتفاعه به، وقد يساوى مقابلة الحالتين فيه .

ولا تخلو عين موجود من الضّرّ والألم قلّ أو كثر، كما ترى الشّخص متنعّما في وقت ومتألّما في وقت آخر، وفي الثّبوت كان منعزلا عن تغيير الحال، لتجرّده عن التّركيب الوجوديّ الموجب للتّغيير، فإنّ الألم في الثبوت ما هو في عين المتألّم، بل هو في عينه ملتذّ بثبوته، كما هو ملتذّ بوجوده في المقام، والمحلّ مقام به ، وقد كان الحال والمحلّ في أعيانها الثبوتيّة، ولا ألم ولا لذّة لعدم التّأثير والتّأثّر بينهما، وذلك أنّ الثبوت بسيط لا يقوم فيه بشي ء، والوجود مركب لا بدّ [فيه ] من حامل ومحمول، فالمحمول منزلته في وجود الحامل كمنزلته في الثبوت في النّعيم وعدمه، بخلاف الحامل فإنّه بحكم مزاجه، فإن وافق المحمول مزاج الحامل التذّ به، وإن خالف مزاجه تضرّر وتألّم به، وقد كان في عين ثبوته فارغا عن تعلق المخالف لبساطته، فبقائه في حالة العدم أحبّ إليه، لأنّه في تلك الحضرة لم يذق طعم الألم، بل إن صاحبه عين الألم صحبه صحبة أنس والتذاذ، فحقّق صاحب هذا الشّهود أنّ الأعيان أقلّ افتقارا من الأسماء، وهذا من أدقّ أسرار الأسماء الإلهيّة ومن علوم الأوتاد .

ومنها: علم سريان الهويّة في أجزاء المكنونات ، وظهور حقيقة ما في العالم من كونها مسبّحة بحمد الحقّ، فمن أكرمه اللّه تعالى بفتح باب هذا الشّهود، انكشف له حقيقة نطق كلّ ناطق في العالم كان النّطق ما كان ممّا يحمد أو يذمّ أنّه تسبيح للّه، وفيه ثناء على اللّه حتّى السّبّ واللّعنة، فيرى صاحب هذا الشهود إنسانا يسبّ إنسانا ويلعنه، وهو عند السّامع المحقّق تسبيح بحمد اللّه، فيؤجر السّامع، ويأثم القائل .

وهذا من ألطف علم الفتح من فتوحات الحضرة الفتّاحيّة .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!