موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

الرّحمن الرّحيم

 

 


الرّحمن هو المفيض للوجود والكمال الصوريّ على كل بحسب قابليّات الأعيان كما تقتضي الحكمة .

والرّحيم هو المفيض للكمال المعنويّ المخصوص بما أوجب على نفسه للمتّقين والتّائبين من عباده كما ورد في الدّعاء المأثور: «يا رحمن الدّنيا ويا رحيم الآخرة» فالرّحمن لأهل الإفتقار، والرّحيم لأهل الافتخار .

اعلم أنّ الرّحمن سمّيت باسم المبالغة لعموم آثارها، وشمول سريانها، وسعة مجال تعرّفاتها، وأنّه لمّا انقسمت رحمة اللّه إلى واجبة وامتنان، فرحمة الإمتنان فيض من حضرة الرّحمن، وبهذه الرّحمة ظهر ما ظهر، وبها حفظ الخلق، ورزقهم على ما هم عليه، وبها كان مآل أهل الشّقاء في الدّار المعمورة بهم إلى الرّحمة، ومن عموم رحمته وشمول رحموته سريان النّفس الرّحمانيّ في ذوات الأشخاص ومراتب الأكوان وأفراد تعيّنات الإمكان، وإن وجد فيما ظهر ما يناقض الرّحمة صورته عند العموم مثل الغضب والآلام فهو عين الرّحمة من حيث الوجود كشفا وتحقيقا، فإنّ من رحمة الحقّ بالغضب إيجاده المغضب، وإخراجه من العدم إلى الوجود، وإزالته في الموطن الّذي غضب غضبا لم يغضب مثله قبله ولا بعده كما ورد في الخبر رحمة بعباده، كما كان إيجاد الغضب رحمة بالغضب، فعمّت سلطان الرّحمة الإمتنانيّة الّتي وسعت كلّ شي ء لدخول كلّ شي ء فيها، وهي محلّ سلطنة اسم الرّحمن .

ومن عموم هذه الرّحمة عظم فضل اللّه علي الأشقياء، وإن كان مآلهم إلى دار الشّقاء، فإنّهم يستعذبون العذاب، لأحكام آثار سريان الرّحمة فيهم على الوجه الّذي يليق بحالهم، فإنّ ظهور الفضل لا يعظّم إلّا في العصاة وأهل الحرام ، وأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل، ومن هذا العموم أضاف الكلّ إليه مع إسرافهم، فقال عزّ من قائل: قُلْ يَ ا عِبَ ادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لَ ا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّ هِ ، فنهاهم أن يقنطوا من رحمته، حتّى أطمع إبليس في رحمته من عين المنّة، ولو قنط لكان زيادة معصية منه، ولكان من سكنة النّار، وحمل أوزار من اتّبعه، فالمحمول منقطع إلى أجل، لأنّها جزاء، والجزاء يوافق الأعمال، وهو منقطع، ولا انقطاع لفضل اللّه، لأنّه خارج من الجزاء الوفاق، ورحمة الإمتنان وسعت كلّ شي ء، لا تخصّ محلا من محلّ ولا دارا من دار، بل هي دار الوجود دنيا وآخرة .

وأمّا الرّحمة الواجبة لها متعلّق خاصّ بالنّعت والصّفات المخصوصة، يظهر فيها آثار الرّحيميّة، وهي مجالي تجلّيّاتها ومحالّ سلطانها .

وهذه الرّحمة داخلة في الرّحمة الإنسانيّة دخول النّوع في الجنس، ولذلك قيّدها الحقّ بقوله تعالى: فَسَأَكْتُبُهَ ا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَ اةَ ، فأخبر أنّه تعالى يرحمهم ويجرّبهم بأعمالهم، فما نالهم الرّحمة منه إلّا بما ناله التّقوى منهم، وهو الجزاء الوفاء [الوفاق ] .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!