المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
شرح الأسماء الحسنى
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
النّافع
النّافع بما يوافق الغرض، الّذي ينفع من يشاء بما يشاء من عين الفضل .
اعلم أنّ ظهور حكم هذا الاسم قد يكون بمجرّد إزالة ما ينافي الغرض، وقد يكون بوصول الطّالب إلى مطلوبه، وقد يعمّ الأمرين وأكثر ما يظهر آثار حكمها في الإتّباع، وهو قبول العطاء الإلهيّ من أيدي الرّسل .
فإنّ العطاء إمّا أن يكون بواسطة الرّسل، وإمّا أن يكون من غير واسطة، فالآخذ في هذا النّوع من العطاء على خطر، يحتاج إلى ميزان صحيح، وهو ما شرع الحقّ على ألسنة الرّسل، فإنّ للّه تعالى مكرا في عباده لا يشعر به كلّ واحد، قال تعالى: وَ مَكَرْنَ ا مَكْراً وَ هُمْ لَ ا يَشْعُرُونَ فَلَ ا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّ هِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَ اسِرُونَ .
وليس للرّسل صفة المكر، لأنّهم بعثوا مبيّنين هادين إلى طريق السّعادة، فالقبول من الرّسل على الإطلاق مع تقييد رتبتهم، ومن الحقّ على التّقييد مع إطلاقه، فعمّ التّقييد والإطلاق في الجانبين .
فالأخذ من الرّسل أنفع للعبد وأحصل لسعادته، فالرّسل مظاهر هذا الاسم .
ثمّ اعلم أنّ حكم هذا الاسم لا يتعلّق إلّا بالمعدوم، فإنّ النّفع عبارة عن حصول الغرض .
وتعلّق الغرض : إمّا أن يكون بإزالة أمر مكروه، فيتعلّق الغرض بإعدامه حتّى يلحقه بالعدم .
وإمّا أن يكون تعلّقه بتحصيل أمر محبوب، فيتعلّق الغرض بإيجاده حتّى يلحقه بالوجود وهو حصوله، فإنّ المراد معدوم، والعدم الشّرّ المحض، والشّرّ عين الضّرر .