موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

سرّ الدعاء والإجابة

 

 


فلنبدأ بسرّ الدعاء فنقول : «اهدنا» سؤال من العبد ودعاء، والسؤال والدعاء قد يكون بلسان الظاهر ـ أعني الصورة ـ وقد يكون بلسان الروح وبلسان الحال وبلسان المقام ولسان الاستعداد الكلّي الذاتي الغيبي العيني الساري الحكم من حيث الاستعدادات الجزئيّة الوجوديّة التي هي تفاصيله.

والإجابة أيضا على ضروب : إجابة في عين المسؤول، وبذله على التعيين دون تأخير، أو بعد مدّة، وإجابة بمعاوضة في الوقت أيضا. أو بعد مدّة، وإجابة ثمرتها التكفير، وقد نبّهت الشريعة على ذلك، وإجابة بلبّيك أو ما يقوم مقامه.

وكلّ دعاء وسؤال يصدر من الداعي بلسان من الألسنة المذكورة في مقابلته من أصل المرتبة التي يستند إليها ذلك اللسان حسب علم الداعي به، أو اعتقاده فيه إجابة يستدعيها الداعي من حيث ذلك اللسان، ويتعيّن بالوصف والحال الغالبين عليه وقت الدعاء.

ولصحّة التصوّر وجودة الاستحضار في ذلك أثر عظيم اعتبره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، وحرّض عليه

عليّا عليه‌السلام لمّا علّمه الدعاء، وفيه : «اللهمّ اهدني وسدّدني» فقال له : «واذكر بهدايتك هداية الطريق، وبالسداد سداد السهم»، فأمره باستحضار هذين الأمرين حال الدعاء، فافهم هذا، تلمح كثيرا من أسرار إجابة الحقّ دعاء الرسل والكمّل والأمثل فالأمثل من صفوته، وأنّ صحّة التصوّر، واستقامة التوجّه حال الطلب والنداء عند الدعاء شرط قوي في الإجابة.

وممّا ورد ما يؤيّد ما ذكرنا قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حديث طويل : «ولو عرفتم الله حقّ معرفته، لزالت بدعائكم الجبال». فنبّه على ما ذكرنا. الأنّ الأتّم معرفة بالشيء أصحّ تصوّرا له، كما نبّهت عليه قبل هذا.

وبيانه : أنّ من تصوّر المنادى المسؤول منه تصوّرا صحيحا عن علم ورويّة سابقين أو حاضرين حال الدعاء، ثم كلّمه ودعاه، وسيّما بعد أمره له بالدعاء والتزامه بالإجابة، فإنّه يجيبه لا محالة. ومن زعم أنّه يقصد مناداة زيد والطلب منه وهو يستحضر غيره ويتوجّه إلى سواه، ثم لم يجد الإجابة لا يلومنّ إلّا نفسه ؛ فإنّه ما نادى الآمر بالدعاء القادر على الإجابة والإسعاف، وإنّما توجّه إلى ما استحضره في ذهنه وأنشأه من صفات تصوّراته بالحالة الغالبة عليه، إذ ذاك لا جرم أنّ سؤاله لا يثمر، وإن أثمر فبشفاعة حسن ظنّه بربّه وشفاعة المعيّة الإلهيّة وحيطته سبحانه ؛ لأنّه ـ تعالى شأنه ـ مع كلّ تصوّر ومتصوّر ومتصوّر.

فالمتوجّه المحكوم عليه بالخطاء مصيب من وجه، فهو كالمجتهد المخطئ مأجور غير محروم بالكلّيّة، فاعلم ذلك وتذكّر ما أسلفناه في هذا الباب، تصب ـ إن شاء الله


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!