موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)

 

 


في هذه الآية ممّا يتعيّن بيانه : معنى النعمة العامّة والخاصّة، ومعنى الغضب والضلال، ومراتب أرباب هذه الصفات، فلنبدأ أوّلا بذكر ما يستدعيه ظاهر هذه الآية، ثم نتعدّى من

الظاهر إلى الباطن وما وراءه، كجاري العادة ـ إن شاء الله تعالى

اعلم، أنّ قوله : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) تعريف للصراط المستقيم المذكور من باب ردّ الأعجاز على الصدور. ولفظة «الصراط» قد سبق الكلام عليها بمقتضى اللسان، فلا حاجة إلى التكرار. وأمّا (الَّذِينَ) فنذكر فيه ما تيسّر، فنقول :

الجملة من قسم النكرات، ولا توصف بها المعارف إلّا بواسطة «الّذي» ونحوه من الموصولات المتفرّعة منها، و «الّذي» أصله الّذي ولكثرة التداول والاستعمال أفضي فيه الأمر إلى أن حذفت ياؤه المشدّدة، ثم تدرّجوا فحذفوا الياء الأخرى، فقالوا : «الّذ» ثم حذفوا الكسرة، فقالوا : «الّذ» وحذف بعضهم الذال أيضا، فلم يبق إلّا اللام المشدّدة، التي هي عين الفعل ؛ فإنّ اللام الأخرى لام التعريف، فإذا قلت : زيد الذي قام، أو قلت : القائم، كان المعنى واحدا، فلام «القائم» ناب مناب قولك «الذي»، والياء والنون في «الذين» ليس للجمع، بل لزيادة الدلالة ؛ لما تقرّر أنّ الموصولات لفظ الجمع والواحد فيهنّ سواء ؛ ولأنّه لو كان الياء والنون في «الّذين» للجمع، لأعيد إليه حين الجمع الياء الأصليّة المحذوفة على جاري العادة في مثل ذلك، ولم يكن أيضا مبنيّا بل معربا و «الّذين» مبنيّ بلا شكّ، فدلّ ذلك على صحّة ما ذكر، فاعلم.

وأمّا فصول هذه الآية فهي كالأجوبة لأسئلة ربانيّة معنويّة، فكأنّ لسان الربوبيّة يقول عند قول العبد : «اهدنا الصّراط» : أيّ صراط تعني، فالصراطات كثيرة وكلّها لي؟ فيقول لسان العبوديّة : أريد منها المستقيم، فيقول لسان الربوبيّة : كلّها مستقيمة من حيث إنّي غايتها كلّها، وإليّ مصير من يمشي عليها جميعها، فأيّ استقامة تقصد في سؤالك؟ فيقول لسان العبوديّة : أريد من بين الجميع صراط الذين أنعمت عليهم، فيقول لسان الربوبيّة : ومن الذي لم أنعم عليه؟ وهل في الوجود شيء لم تسعه رحمتي، ولم تشمله نعمتي؟ فيقول لسان العبوديّة : قد علمت أنّ رحمتك واسعة كاملة، ونعمتك سابغة شاملة، لكنّني لست أبغي إلّا صراط الذين أنعمت عليهم النعم الظاهرة والباطنة، الصافية من كدر الغضب ومزجته ،

وشائبة الضلال ومحنته ؛ فإنّ السلامة من قوارع الغضب لا تقنّعني إذا لم تكن النعم المسداة إليّ مطرّزة بعلم الهداية المخلصة من محنة الحيرة وبيداء التيه، وورطات الشبه والشكّ والتمويه، وإلّا فأيّة فائدة في تنعّم ظاهري بأنواع النعم مع تألّم باطني بهواجم التلبّسات المانعة من السكون، ورواجم الريب والظنون. هذا في الوقت الحاضر، فدع ما يتوقّعه الحائر من اليوم الآخر، فحينئذ يترتّب ما ذكره صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ربّه أنّه يقول : «هؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل» فاعرف كيف تسأل، تنل من فضل الله ما تؤمّل.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!