موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

تنزّل إلى الأفهام وتأنيس وإيضاح مبهم بتمثيل نفيس

 

 


ربما استنكرت أيّها المتأمّل ما أشرت إليه آنفا في سرّ الحيرة ؛ لأنّ فهمك ينبو عن درك سرّه، وأنت المعذور لا أنا حيث أذكر لك مثل هذا وأتوقّع منك ومن الناس فهمه واستخلاص المقصود من مشتبهه، وعلمه.

اللهمّ إلّا من حيث إنّي محلّ لتصرّف ربّي ومرآة له، فهو يظهر بي ويظهر ما يشاء من شأنه، ويوضح ما اختاره من برهانه، فإنّي أيضا مقهور، لا مختار ولا مجبور، وها أنا أتنزّل من ذلك المرقى الجليل إليك وإلى غيرك بالتمثيل، للتفهيم وهدى السبيل، فارعني سمعك، وأرصد لي لبّك وفهمك، والله المرشد.

اعلم، أنّه سواء كان المتأمّل لهذا الكلام من المرجّحين لمذهب المتكلّمين، أو النظّار المتفلسفين، فإنّه لا يشكّ أنّ ما يدركه من عالم الأجسام الذي هو فيه مركّب من جوهر وعرض، أو هيولى وصورة، فالجوهر لا يظهر إلّا بالعرض، والعرض لا يكون إلّا بالجوهر، كما أنّ الهيولى لا يوجد إلّا بالصورة، والصورة لا تظهر إلّا بالهيولى، ومعقوليّة الجسم المتعيّن في البين عبارة عن معنى ما يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة : الطول، والعرض، والعمق.

ثم إنّ الهيولى المجرّد عند أهل النظر لا يقبل القسمة عقلا، وكذلك الصورة، مع أنّه بحلول الصورة في الهيولى صارتا جسما، وقبلتا القسمة، فانقسم ما كان لذاته غير قابل للقسمة، مع أنّه لم يحدث إلّا الاجتماع، وهو نسبة كسائر النسب، فافهم.

ثم إنّ الطبيعة ـ التي تولّد عنها ما تولّد ـ عبارة أيضا عن معنى مجرّد مشتمل على أربع حقائق تسمّى : حرارة، وبرودة، ورطوبة، ويبوسة. وذلك المعنى يناسب كلّا من هذه الأربعة بذاته، بل هو عين كلّ واحدة منها مع تضادّها، ومع كونها ـ أعني الطبيعة ـ من حيث هي معنى جامعا للأربعة المذكورة. وهذه وجميع ما تقدّم ذكره عبارة عن معان مجرّدة لا يمكن ظهور شيء منها وإدراكه بمفرده، ولا بدون الوجود ؛ فإنّ وجود الجميع أيضا من كونه وجودا بحتا لا يتعيّن بنفسه، ولا يظهر من حيث هو فيدرك، فإذا اجتماع هذه المعاني هو المستلزم لظهورها، وإدراكها، والاجتماع نسبة أو حالة لا وجود لها في عينها، وما ثمّة أمر آخر يتعلّق به الإدراك، وقد تعلّق فما هو؟ وكيف هو؟ وهذه صورتك التي من حيث هي أمكنك إدراك ما تدرك ناتجة عن الأصول المذكور شأنها، وأجلّها الطبيعة، فالصور ظهرت عن الطبيعة.

وإذا أمعنت النظر فيما ظهر عنها لم تلفه شيئا زائدا عليها، ومع أنّ الذي ظهر ليس غيرها، فليست من حيث معقوليّة كلّيّتها عين ما ظهر، ولم تزدد بما ظهر عنها ولم تنتقص ولم تتميّز ؛ إذ ليس ثمّة غير فتميّز عنه ؛ لأنّ الذي ظهر عنها جزما ليس غيرها، وهذا ما لا خفاء فيه، فافهم.

وأمّا روحك الذي تزعم أنّه مدبّر لصورتك وكلّ ما يسمّى روحا فالحديث فيه أبسط وأطول، وسرّه أخفى وأشكل، وعن كنه ربّك فلا تسأل، فقد منعت الخوض فيه وأويست فلا تطل فسر بعد وألق عصا التسيار «فما بعد العشيّة من عرار»، ولعمر الله إن جمعت بالك ممّا نبّهتك عليه، واستحضرت ما مرّ ذكره، وأضفت هذا الفصل والذي يليه إليه، رأيت العجب العجاب، وعرفت السرّ الذي حيّر أولي الألباب.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!