موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

وصل

 

 


اعلم، أنّه لمّا يسّر الله تكميل هذا الكتاب ـ المودع فيه من جوامع الحكم ولطائف الكلم ما لا يستخلص المقصود منه إلّا من انتظم في سلك أكابر المحقّقين، فضلا عن الاطّلاع على معدنه ومنبعه ومكتنزه ومشرعه ـ، تعيّن للعبد أن يشكر ربّه بلسان عبوديّته .

وأعلى مراتب الشكر معرفة حقيقته وكون الحقّ هو المولى المنعم لا سواه، فأنا أنبّه على سرّ الشكر وموجباته بتنبيه عامّ الحكم في جميع الصفات ؛ مشيرا إلى الذوق الكمالي، ثم أضرع إلى ربّي بما أظهر بي وعلّم وأوضح وفهّم. فنقول :

الشكر : هو من نعوت الحقّ سبحانه ؛ فإنّه الشكور، ويتعيّن به ـ أي بالشكر ـ التعريف والثناء المقيّد، وله موجبان : أحدهما : النعمة الواصلة من عين المنّة ابتداء، ومن حيث ملاحظة سرّ (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) والآخر الإحسان الوارد في مقابلة الصبر الظاهر والواصل لامتحان العبد، واستخلاص زبد نشأته بمخضات الشؤون التي تقلّب فيها. وهذا الإحسان هو ثمرة شكر الحقّ عبده يثمر في العبد شكرا آخر يستوجب به العبد المزيد، فلا يزال الأمر دائرا أبدا بين المرتبة الإلهيّة والعبديّة، حتى تكمل حقيقة الشكر بظهور أحكامها كلّها في مقام العبد بهذا التردّد، والمخض الواقع على النحو المذكور، فيظهر حال الكمال العبدي والوصفي بصورة الكمال الإلهي.

وهكذا الأمر في كلّ وصف وحال يضاف إلى الحقّ وإلى العبد على الوجه الذي يسمّى اشتراكا في مقام الجمع والسوى، وفي مقام الحجاب بالنسبة إلى الكون، فإنّ الصفة تتردّد بين الرتبة الربوبيّة، والكونيّة تبدأ من حضرة الحقّ وجودا، ومن حضرة الكون تعيّنا، وهي طاهرة مقدّسة مطلقة القبول وقد تعيّنت أولا بحكم العين في الكون، وليس إذ ذاك من العين إلّا نفس التعيّن.

فإذا دخلت الوجود الكوني وقعت في دائرة المغالبة بين حكم طهارتها الأصليّة وبين الانصباغ الذي تقتضيها الأحكام الكونيّة، من حيث حقائقها المختلفة أخذا وردّا، وتأثيرا وتأثّرا، وقيدا وإطلاقا ببطون وظهور، فلا تزال كذلك إلى أن تكمل تلك الصفة الإلهيّة بظهور أثرها في الطور والمقام الإنساني الذي هو المجلى المقصود، ويستفيد الإنسان أيضا من حيث تلك الصفة كمالا حاليا وصفيّا يتّحد به ويترقّى إلى الطور الإلهي، الذي هو حضرة أحديّة الجمع، فإذا ظهر سرّ الكمال من حيث كلّ اسم وصفة وحال ومظهر ومرتبة وزمان وموطن في المقامين : الإلهي، والكوني، وتحقّق العبد بحكم الطورين : الإطلاق من حيث حضرة الحقّ، والتعيّنات من حيث الرتبة العبدية، فانطلق العبد في قيد، وتقيّد الحقّ في إطلاق، فقد ظهر الكامل الجامع المقصود، ونعم الرفد المرفود، والمقام المحمود.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!