المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
الهمزة والألف
ثم نقول : فالهمزة والألف كلّ منهما ظاهر من وجه، وخفيّ من وجه، كسائر البرازخ، وهكذا الاسم الذي له التعيّن الأوّل المنعوت بالوحدة، وقد ذكر غير مرّة.
فمن خفاء الهمزة عدم ظهورها في الحروف الرقميّة مثل أصلها الذي هو نفس التعيّن والحدّ المذكور ؛ فإنّه لا يظهر إلّا في متعيّن، وبه. ومن ظهورها تمكّن النطق بها ووجدان أثرها. وحكم الألف بخلافها ؛ فإنّ صورته تظهر في الرقم ولا تتعيّن في اللفظ النفسي ؛ لأنّه عبارة عن امتداد النفس دون تعيّنه بمقطع خاصّ، في مخرج من مخارج الحروف، فمجموع الهمزة والألف حرف واحد، وفي هذا المقام يكون التعيّن جزءا من المتعيّن، وهكذا حال الوحدة والتميّز التابعين للاسم الذي هو مفتاح الأسماء.
وكما أنّ أوّل موجود صدر من الحقّ بالتجلّي المتعيّن من الغيب المطلق المتوجّه لإيجاد عالم التدوين والتسطير هو القلم، كذلك أوّل الحروف الموجودة من النفس الإنساني من حيث تعيّنه بالهمزة في مرتبة أحديّته، الذي الألف مظهره هو حرف الباء، فالهمزة أقرب
المراتب نسبة إلى الإطلاق الباطني النفسي وأوّلها، والباء أقرب الموجودات نسبة إليه وهو آخر مراتب الغيب وأوّل مراتب الشهادة التامّة.
nbkuhZJSGVI