موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

السين

 

 


ثم ظهر السين بعد الباء في الوسط، بين الظاهر والباطن، منصبغا بحكم التثليث الأوّل المذكور، ولكن في مرتبة الكثرة ؛ لأنّ مراتب التجريد التي لها بسائط الأعداد قد تمّت بالمراتب السابقة، كما قد عرفت ذلك إن تأمّلت ما أسلفنا.

فكان للسين من الأعداد الستّون الذي له درجة التماميّة في مراتب العشرات ؛ إذ بالكثرة الظاهرة تمّ الأمر.

وخفي الألف ـ الذي هو مظهر الواحد ـ بين الباء والسين تعريفا بسرّ المعيّة، وسريان حكم الجمع بالأحديّة، وكذلك خفي في وسط الاسم «الله» والاسم «الرّحمن» اللذين هما الأصلان لباقي الأسماء، وقد عرّفتك بسرّ الوسط، فافهم. وخفي أيضا هو باعتبار آخر في المراتب الثلاث المقابلة لهذه الثلاثة المذكورة المختصّة بالعبوديّة التامّة، وهي المقابلة للربوبيّة التامّة، وهي الياء الساكنة في «السين» و «الميم» و «الجيم» ليعلم سريان تجلّي الحقّ في كلّ حقيقة ومرتبة سريان الواحد في المراتب العدديّة، المظهر للأعداد، مع عدم ظهور عينه من حيث هو وبحسبه كما مرّ، وليحصل الجمع بين السريان المذكور وبين الإطلاق والتنزّه عن التقيّد بالأحكام والنسب والتعلّقات، ولا يعرف ما اومأت إليه إلّا من عرف سرّ تحكّم الحقّ، وإجابته.

ثم نقول : فالألف ـ كما علمت ـ للسريان الذاتي، والباء أوّل مراتب التعدّد والظهور الكوني، الناتج من المقام الجمعي الأحدي. والهمزة ـ التي هي نظير نفس التعيّن دون إضافته إلى من تعيّن به ـ لها فتح باب الإيجاد ؛ لأنّ الحقّ من حيث ذاته لا يقتضي أمرا على التعيّن من إيجاد أو غيره، فالتعلّق والاقتضاء ونحوهما إنّما هو من حيث اعتبار نسبة الألوهية

المرتبطة بالمألوه والتي يرتبط بها المألوه، ومن جهتها تضاف النسب والأسماء والاعتبارات إلى الحقّ.

ولمّا لم يكن الإيجاد أمرا زائدا على تعيّن الوجود الواحد وتعدّده في مراتب الأعيان الممكنة وبحسبها، مع عدم تعيّنه وتعدّده في نفسه من حيث هو كذلك، قلنا : إنّ الهمزة مظهر سرّ الإيجاد، فهي تختصّ بالقدرة التي هي أخرى النسب والصفات الباطنة، المتعلّقة بإظهار ما تعلّقت المشيئة بإظهاره، والميم ـ الذي له التربيع المذكور ـ هو مقام الملك، وتمّ حكم الفرديّة في هذه المرتبة أيضا ؛ فإنّ لها في كلّ مرتبة مظهرا وحكما بحسب تلك المرتبة، فلذلك أكرّر ذكرها ليعلم حكمها في كلّ مرتبة ما هو، وليعلم حكم المراتب وتأثيرها فيما يمرّ عليها ويظهر فيها من الأمور.

فلمّا ظهر بعد الباء بسرّ الألف الغيبي الساري في كلّ كلمة من كلمات البسملة حرف السين، وظهرت به صورة الكثرة، رجع التجلّي والأمر ـ بعد نفوذه وظهور حكمه في مرتبة الكثرة وإبراز أعيان نسبها ـ يطلب الرجوع إلى الأصل الذي هو مقام الأحديّة المشار إليه من قبل، فلم يمكن للسين الاتّصال المطلوب ؛ لأنّه جزء من أجزاء ثوب الاسم الذي به يدوم ظهور كلّ ظاهر، والرجوع إلى الأحدية ينافي ذلك، وحكم القيوميّة لا يقتضيه.

وأيضا فالألف ـ الذي هو مظهر الواحد ـ ظهر في مقام الأوّلية، لتعيين مظهر الاسم «الله» الجامع، وليس قبل الألف ما يتّصل به كون ؛ لأنّه المجاور للغيب كما قد علمت، ولم يمكن للسين أن يسكن ؛ فإنّ الإرادة الأصليّة بالتجلّي ـ الساري الوحداني المعقول بين الباء وبينه ـ تحكم عليه بالحركة لنفوذ الأمر، فدار في نفسه دورة تامّة بسرّ التجلّي المذكور، فظهر عين الميم مشتملا على ما تضمّنته الدائرة الغيبيّة التي هي فلكه من المراتب البسيطة، في المقام العددي، ولكن بحسب مرتبته التي هي الكثرة المتوسّطة، فصار ذا وجهين وحكمين مثل أصله المقدّم ذكره.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!