المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
اشتقاق لفظ الجلالة
وأمّا اشتقاقات هذا الاسم الكريم فأحدها مأخوذ من أله الرجل إلى الرجل يأله إلاها : فزع إليه فآلهه، أي أجاره وآمنه.
والاشتقاق الثاني مأخوذ من وله يوله، وأصله «ولاه» فأبدلت الواو همزة، كما قالوا : وساد وإساد وشاح وإشاح. والوله عبارة عن المحبّة الشديدة، وكان يجب أن يقال : مألوه كمعبود، لكن خالفوا البناء ليكون اسم علم، فقالوا : إلاه. كما قيل للمحسوب والمكتوب : حساب وكتاب.
الاشتقاق الآخر مأخوذ من لاه يلوه. إذا احتجب.
والآخر «لاه يلوه» إذا ارتفع.
والآخر اشتقاقه من ألهت بالمكان إذا أقمت به.
والآخر اشتقاقه من الإلهيّة، وهي القدرة على الاختراع.
والوجه الآخر في اشتقاقه قالوا : الأصل في قولنا : الله الهاء التي هي كناية عن الغائب. وذلك أنّهم أثبتوا موجودا في نظر عقولهم، وأشاروا إليه بحرف الكناية، ثم زيد فيه لام الملك، لما علموا أنّه خالق الأشياء ومالكها، فصار «له»، ثم زيدت فيه الألف واللام تعظيما، وفخّموه توكيدا لهذا المعنى، فصار بعد هذه التصرّفات على صورة قولنا : «الله» والآخر : أله
الرجل يأله، إذا تحيّر في الشيء ولم يهتد إليه والوله ذهاب العقل.
والآخر وله الفصيل إذ ولع بأمّه. والمعنى أنّ العباد مولهون ومولعون في التضرّع إلى الله في كلّ الأحوال.
والآخر اشتقاقه من أله يأله إلاهه، كعبد يعبد عبادة، وقرأ ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) أي عبادتك.
وقيل أيضا. أصل هذا الاسم «إله» ثم أدخلت عليه الألف واللام، فصار الإله، ثم خفّفت الهمزة بأن ألقيت حركتها على اللام الساكنة قبلها، وحذفت ؛ فصار اللاه، ثم أجريت الحركة العارضة مجرى الحركة اللازمة، فأدغمت اللام الأولى في الثانية بعد أن سكّنت حركتها، فقيل «الله».
فبهذا قد بيّنّا ما يختصّ بهذا الاسم الجامع من الشرح من حيث الذوق ومن حيث البحث النظري، ومن حيث الاصطلاح اللغوي.
nbkuhZJSGVI