المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
تطابق معاني الاسم ظاهرا وباطن
فأنت إذا اعتبرت وجوه اشتقاقاته وما فيها من المعاني، وأسقطت ما هو كالمكرّر منها من حيث اندراج بعضها في البعض ـ اندراجا معنويّا ـ علمت أيضا صورة المطابقة بين معاني هذا الاسم من حيث ظاهره، وبين الأسرار الباطنة المنسوبة إليه فيما مرّ. ولو لا التطويل لعيّنتها لك، ولكن فيما ذكر غنية للّبيب المتبصّر.
ولمّا لم يصحّ استناد العالم إلى الحقّ من حيث ذاته ؛ لما بيّنّا، بل من حيث معقوليّة نسبة كونه إلها، وتعقّل الحقّ من كونه إلها اعتبار زائد على ذاته، وتعلّق العالم بالحقّ والحقّ بالعالم إنّما يصحّ بهذه النسبة، فلا جرم صار مرجع سائر الأسماء والمراتب والنسب إلى هذه النسبة الواحدة الجامعة لسائر ما ذكر ؛ فإنّها أصل كلّ حكم واسم ووصف ونعت ونسبة وغير ذلك ممّا يسند إلى الحقّ سبحانه، ويضاف إليه، فافهم والله المرشد.
nbkuhZJSGVI