موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

وصل: العبادة الذاتيّة، والصفاتيّة

 

 


لتعلم بعد استحضارك ما مرّ أنّ للإنسان عبادتين : عبادة ذاتيّة مطلقة، وعبادة صفاتيّة مقيّدة.

فالذاتيّة : قبول شيئيّته الثابتة المتميّزة في علم الحقّ أزلا للوجود الأوّل من موجده، وإجابته لندائه، وامتثاله للأمر التكويني المتعيّن ب «كن» وهذه العبادة مستمرّة الحكم من حال القبول الأوّل والإجابة والنداء المشار إليه لا إلى أمد متناه، فإنّه من حيث عينه ومن حيث كلّ حال من أحوالها مفتقر إلى الموجد دائما، لانتهاء مدّة الوجود المقبول في النفس الثاني من زمان تعيّنه وظهوره، والحقّ ممدّه دائما بالوجود المطلق المتعيّن والمتخصّص بقبول الإنسان من الأسماء وغيره من الممدودين به، والحركات والأفعال التي لا تعمّل للإنسان فيها والأنفاس أيضا من لوازم هذا القبول ومن جملة صور هذه العبادة.

والعبادة المقيّدة الصفاتيّة تختصّ بكلّ ما يظهر عن ذات العابد من حيث حكم صفاته أو خواصه أو لوازمه من حال أو زمان معيّن ذي بداية ونهاية وغيرهما.

وتختصّ بهذه العبادة أيضا عبوديّة الأسباب الكونيّة، وتفاوت الخلق فيها، بحسب غلبة أحكام الصفات على حكم الذات وحكم ما يناسبها ـ أعني الصفات ـ من الأمور المؤثّرة في الإنسان الذي هو منفعل لها، ومنجذب بالقهر ـ الذي هو الاستعباد في الحقيقة ـ إليها، فإنّك عبد ما انفعلت له وظهر عليك سلطانه، ولهذا قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تعس عبد الدينار، تعس عبد

الدرهم، تعس عبد الخميصة».

والضابط في هذا المعنى : أنّ التأثير مطلقا ـ حيث كان ـ لسرّ الربوبيّة، والانفعال مطلقا لمعنى العبوديّة، وقد أسلفنا أنّ الكامل لا يؤثّر أصلا، إنّما هو مرآة تامّة صحيحة الهيئة، يظهر كلّ منطبع فيها بحسب ما هو عليه في نفسه، فاذكر، تعرف سرّ ما سبقت الإشارة إليه.

وهاتان العبادتان هما في مقابلة رحمة الوجوب، ورحمة الامتنان المذكورتين من قبل، وكما أنّ في رحمة الوجوب رائحة التكليف، ورحمة الامتنان مطلقة لا إيجاب فيها ولا التزام، كذلك العبادة الذاتيّة التي لا تكليف فيها، وليست من نتائج الأمر، وإنّما متعلّق الأمر والتكليف العبادة المقيّدة الصفاتيّة، المشار إليها رأفة من الله ورحمة، واحتياطا وتحذيرا من ميل الإنسان بجاذب إحدى صفاته إليها، فيحصل بذلك الميل الذاتي لتلك الصفة الغلبة على غيرها من الصفات، بحيث تستهلك أحكام باقي الصفات التي بظهور سلطنتها يحصل الاستكمال المتوقّف على حفظ الصحّة والاعتدال الروحاني والمعنوي، المختصّ بالمزاجين المتحصّلين من الاجتماعات الواقعة بين الأرواح وقواها الباطنة، وبين الصفات وغيرها من المعاني المجرّدة، وقد سبق التنبيه على ذلك في تفسير اسم «الربّ» منذ قريب، فاذكر.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!