المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
العمل والعبادة
ثم نقول : اعلم، أنّ العمل جسد وروحه العبادة، فالعمل يطلب الثواب من جنّة وغيرها، لكن لا مطلقا، بل من حيث يستند إلى أصل وحدانيّ المرتبة، شامل الحكم. والعبادة تطلب المعبود. والعبادات من أحوال الروح، والأعمال تختصّ بالبدن، أو بما تنضاف إلى الروح باعتبار تعلّقه بالبدن وتلبّسه بأحكامه الطبيعيّة، وظهوره بحسب أحكام أصباغها، وحضور العبد بصفة الذلّ بين يدي عزّ ربّه في كلّ فعله من طاعة وغيرها من أحوال العارفين الذين يصدرون الأعمال مصحوبة بالحياة الرفيعة، التي أوجبها علمهم وحضورهم مع مشهودهم ،
فيعلو العمل إلى منتهى مرقاة من المرتبة التي تستند إليها معرفتهم وشهودهم وتوجّههم، كما نبّهت على ذلك في تفسير (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) عند الكلام على مراتب العمّال ومجازاتهم، فاكتف واستبصر.
nbkuhZJSGVI