المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
المكتوبات - وهي ضمن كتاب النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب آخر الى بعض الاخوان
و ما جفت الأقلام نحوك جفوة عليك و لا ان قل ودّك في صدرى و لكنه لما تحقق عجزها عن البث عما في فؤادي لم تجر سلام اللّه و رحمته و بركاته على المولى السيد الحبيب القريب، العارف اللبيب ذى المكارم و المآثر و المعالي و المفاخر، سيد اقرانه و واسطة عقد إخوانه، الأخ الرباني و الخلّ الرحمانى كمال الدين الشيخ ابى إسحاق جامع اشتات مكارم الأخلاق، او في اللّه ديون نشأته و بارك للكافة في بقية مدته، و قام عنه بكل ما يختار نسبته اليه من الوظائف، و ملكه ازمة الحقائق و المعارف، و لا زال متقلبا في الشئون بحسب ربه عكس الذي ذهب اليه من لم يفز من الشهود الذاتي بكنهه و لبّه شوق أخيه اليه، شوق لا تفصح عن كثرته العبارات و لا يبلغ شأو مراميه أسهم الإشارات، و الى اللّه الرغبى في تهيئة مقدمات تكون للانس بخدمته مفيدة و منتجة، و للنفس الكئيبة للبعد عنه مبشرة و مبتهجة، و هو على جمعهم إذا يشاء
قدير (29الشورى) وَ إِلَى اللََّهِ عََاقِبَةُ الْأُمُورِ ( 22لقمان) يعلم اللّه انه ما من كتاب اكتبه الا و أتنسم فيه اخبار اخى و اتعطش الى ما يرد من تلقائه، و لا يصلنى الّا سلام مجمل بالواسطة، و ليت انى أشم منه رائحة التفات باطنه بموجب ما بينّا من الرابطة، و أفعاله كلها محمولة على احسن المحامل .
و يقبح من سواك الفعل عندي و تفعله فيحسن منك ذاكا و مع هذا فقد كان عرض للباطن من الألم بسبب إرجاف، و حيث وقانا اللّه سيئات ما مكروا و حاق بآل فرعون سوء العذاب (45غافر) فالحمد للََّه الذي اذهب عنا الحزن (34فاطر) و وقانا فيه شرور البلايا و المحن، و المؤثر من تفضل اخى ان لا يحرمنا انس صلة رحمه الرباني، ففي اليسير من لفتاته راحة كثيرة، و قليلكم لا يقال له قليل، و لو انه يكتب سلام عليكم و احمد اللّه انا في عافية، و احوالى الظاهرة كذا و احوالى الباطنة كذا بوجه جملى، و الصوفي لا يكون كسلان من وجه، لأنه يكون كل شي ء، إذ له الوصف الجامع كل وصف، و هو المعنى المحيط بكل حرف، و السلام .