سلام اللّه و رحمته و بركاته على المولى السيد و الامام الأنجب الأمجد، ذى الشرف الخطير و الفضل الغزير ، الصدر الكبير سعد الدين ثبت اللّه في الملإ الأعلى رسمه و رفع في حضراته العلى ذكره و اسمه، و لا زال محروس الحوباء مجرى للإحسان الإلهي الواصل الى عباده و الحباء شوق الداعي الى مشاهدة غرته البهية و طلعته الشهية شوق لا يحتاج في إثباته و تقريره عند اللّه ثم عند اولى البصائر النافذة الى البراهين المركبة من مواد الاقيسة الظنية و الشواهد المتشخصة في العرصات الذهنية، و كفى بباطنه الكريم بعد اللّه في ذلك و سواه شاهدا رضيا و عدلا مقبول الشهادة مرضيا، و الى اللّه الرغبى في تركيب مقدمات تكون لصورة الانس و الاجتماع موضحة، و للنفس الكئيبة للبعد مفرحة و مما أرجو ان يشهد بصحته ضميره المقدس، ان عدم بسطه الخدمات الى كريم جنابه ليس الا لتخفيف الكلفة عن خاطره، لما يعلم من ملالة المولى و ميله عن مثل هذا الى ما هو الآكد عنده و الاولى، هذا و أحواله أبقاه اللّه غير محمولة الأعلى احسن محمل و الأزكى من المقاصد و الأفضل .

و حيث بلغ الى الداعي وصول المولى بحلب المحروسة زاد قلقه و اشتد أرقه، و كان يتوقع تشريفه باحرف يعرف فيها تجلية الحال و لو على سبيل الإجمال، فلما لم يقدر ذلك نسب الامر الى خلل في بعض أحواله اقتضى معاملة الحق له من هذه الحيثية بمثل هذه الأعمال، إذ مطمح نظره في التصرفات الانفراد بها دون سواه سبحانه ليس ثم سواه و انى و ان قلت ما أقول و ذكرت بعد الجمل طرفا من التفصيل، فانى على علاتى أراكم حيث كنتم و اعلم شأنكم و ما فيه تقلبتم و لكن اسود العين يشتهي ان يراكا لسان المحبة بالادلال ينطلق بصفة الاقدام، و حكم الأدب الأتم يقتضي الاحجام و الاستسلام، و الرجوع الى السلم أسلم و الثبات على قدم الأدب اولى و أتم، و للآراء شرفها اللّه في تشريف الداعي بمسطور يكون معرفا بالحال متسليا للبال .

و قد بلغ الداعي ما تجدد للمولى في صحبة المولى الصاحب، الطيب بن الطيب، قاضى قضاة المسلمين كمال الدين متع اللّه به و بالمولى و مثله أبقاه اللّه من يتقلد منه المنن و يتخذ للتدرع بمكارم الأخلاق من أوقى الجنن ، و لقد سبق في حق الداعي و جماعته منه حين الاحتياز بخدمته من المبرات ما يقصر عن شرحه العبارات، و اللّه يكافيه عنا بما هو اهله، فإنه اهل كل معروف و محله، و السلام