المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
المكتوبات - وهي ضمن كتاب النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب الى الشيخ تقى الدين الحوراني رضى اللّه عنه
سلام على سلمى و من حل بالحمى و حق لمثلي رقة ان يسلما الحمد للََّه و سلام على عباده الذين اصطفى عامة و على سيدنا محمد و آله و الصفوة من أمته و الكمل من إخوانه و ورثته خاصة و على المولى الامام الحبر الهمام العالم العارف، و المدرك الواصف، جامع اسباب المعالي و المفاخر افتخار الأوائل و الأواخر تقى الدين ركن الإسلام ذخر الأنام حرره اللّه من رق الأحوال و المحال و الأوقات و كلمه و أشهده من غير حكم مقام و لا قيد ميقات، آمين، و على اللّه قصد السبيل .
الشوق شديد و التطلع يزيد و الحب في اللّه ينمو و يثبت و لا يبيد ، و الى اللّه الرغبى في تهيئة اسباب الاجتماع المستلزم مزيد الاحتظاء منه و اجتناء ثمار الانس من فروع شجرة مقام الاستهلاك فيه ثم الاخبار به عنه و لما قيل لنا: لَقَدْ كََانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللََّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ( 21الأحزاب) بعد تعريفنا بفوزة من ربه بالمرتبة التي هي على اسرار الغيب مؤتمنة، و سمعنا عنه انه بعد تحققه بكل كمال يمكن حصوله، و يعظم و يجل عن الضبط و الحصر محصوله يقول لصاحبه لما أراد الحج :
لا تنسنا يا اخى من دعائك الصالح و يتعلم من آخر تسبيح الشجرة التي رآها ساجدة في النوم، و لم يستنكف من الاستفادة و طلب الزيادة، وجب على كل منا و ان عظم من ربه جدواه و استغنى به عمن سواه ان يديم قرع باب ربه من حيث كل مظهر و مقام، و لا يزال بصفة الفقر متحليا على الدوام و اهل اللّه أبواب حضرته و قلوبهم اوعية تجليه و منحته و جملة الحال ان يخلينا المولى اجمع من خاطره الشريف و همته، و يتوجه الى ربه في خلسات اوقات صفائه و يذكرنا عنده مما هو نافعنا، و به دون سواه جامعنا و يزيح عنا ما يشغلنا عنه و يقربنا بعد كمال الاستهلاك فيه منه دون جمع و بين و ظهور حكم تعدد بواحد و اثنين و سوى هذا المطلب فلا يفوه به بلسان ملتمسه و لا يستوفيه، و انما اللّه يعرف قصده فيجيبه إذا شاء و يعطيه، و السلام .