المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الرسالة المفصحة
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
وهي ضمن مراسلاته مع الشيخ نصير الدين الطوسي
[ الخطبة ]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم (وصلى اللّه على محمد وآله أجمعين)
الحمد للّه المنعم على الصفوة من عباده بمزية الاجتباء ، الباذل لهم جزيل المنح وسوابغ النعماء ، الذي أخرجهم من باطن الوجود الإلهي العلمي الوحداني والظلام العدمي الإمكاني إلى عرصة الوجود العيني ، مجتمع الأنوار والأضواء ، وقطع بهم الأدوار والأطوار ، رسوم مراتب الاستيداع والاستقرار ، المنبّه عليها في أشرف الأنباء ، والمشهودة للكمّل من الأنبياء والأولياء ، ثم نقلهم من ضيق السد البشري وتركيبه وسدفة اللّج الكوني الطبيعي وتشعيبه في سفن العناية والتصديق ، وعلى براق العمل الصالح والتوفيق ، حتى حطّوا رحالهم وألقوا مراسيهم بمقام حق اليقين والجلاء ، وكحّل بصائرهم وأبصارهم بنوره ، وعرّفهم كشفا وشهودا بسرّ جمعه بين إطلاقه ووحدته وتقيّده في مراتب تعيّناته بتنوّعات بطونه وظهوره ، فرأوا أنه المعبود في كل افتراق وائتلاف ، والمقصود بكل اتّفاق واختلاف واقع بين أهل السعادة والشقاء ، فخلّصوا من غياهب الشكوك والحيرة والمراء ، واهتدوا لما اختلف فيه من الحق بإذنه ، بل به . فشفوا من كل الأسقام والأدواء . أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون [ سورة 58 ، آية : 22 ] .
وصلوات اللّه تترى على إمامهم وقدوتهم وعلّامهم مفتاح قفل الإنشاء ، وخاتم دورة السيادة والاعتلاء ، محمّد وآله وعترته والكاملين المكمّلين من إخوانه وورثته أهل الشرف والعلاء ، وسلم تسليما كثيرا .
وبعد :