المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الرسالة المفصحة
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
وهي ضمن مراسلاته مع الشيخ نصير الدين الطوسي
[ طريقين لتحصيل المعرفة الصحيحة طريقين ]
ولمّا اتّضح لأهل البصائر والعقول السليمة أنّ لتحصيل المعرفة الصحيحة طريقين : طريق البرهان بالنظر والاستدلال وطريق العيان الحاصل لذي الكشف بتصفية الباطن والالتجاء إلى الحقّ . والحال في المرتبة النظرية ، فقد استبان بما أسلفنا . فتعيّن الطريق الآخر ، وهو التوجّه إلى الحق بالتعرية والافتقار التام وتفريغ القلب بالكلية من سائر التعلّقات الكونية والعلوم والقوانين . ولمّا تعذر استقلال الإنسان بذلك في أول الأمر ، وجب عليه اتّباع من سبقه بالاطّلاع من سالكي طريقه تعالى ممن خاض لجّة الوصول وفاز بنيل البغية والمأمول ، كالرسل - صلوات اللّه عليهم - الذين جعلهم الحق تراجمة أمره وإرادته ومظاهر علمه وعبادته ، ومن كملت وراثته منهم علما وحالا ومقاما عساه سبحانه يجود بنور كاشف يظهر الأشياء على ما هي عليه ، كما فعل ذلك بهم وبتبّاعهم من أهل عنايته والهادين المهديين من بريته . واللّه يقول الحق وهو يهدي السّبيل [ سورة 33 ، آية : 4 ] .