موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

النفحات الإلهية

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

مقدمة المؤلف

 

 


بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه بلسان المرتبة الجامعة للمقامات كلها و المراتب، حمدا يستوعب كمالات أجناس الثناء و انواع المناقب صادرا من مشرع البحر المحيط الذي هو محتد المشارع كلّها و المناهل و المشارب، مكتنز الخزائن الجودية و مواد المواهب الموزّعة على اهل الهبات الذاتية و اصحاب المكاسب.

و صلى اللّه على الحائز قصب السبق في التحقيق بهذا المورد الأشرف الاحلى و صاحب هذا الموقف الأكشف الاجلى، سيدنا محمد و آله و الكمّل من إخوانه و ورثته الثابتىّ السيادة في المشارق و المغارب، و موضحي سبل الحق و مقيمى مشاعره في جميع المواقيت و المسالك و المذاهب .

و بعد: فإنه لما ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انه قال بلساني التعريف و الإرشاد: ان لربكم في ايام دهركم نفحات من رحمته، الا فتعرضوا لها، توجهت الى ربى في معرفة التعرض و أنواعه، فاطلعنى سبحانه على حقيقته و اقسامه الكلية، فرأيتها محصورة فيما اطّلعت عليه و انا اذكرها بجملتها ان شاء اللّه تعالى .

فأقول: اعلم ان التعرض ينقسم اول ما ينقسم الى قسمين: قسم عار عن التعمل و قسم ممزوج بالتعمل، فالعارى عن التعمل التعرض بالاستعداد الذاتي الغير المجعول و لا يقترن به امر اصلا، و هو اول مراتب التعرض و أعلاها، و يليه التعرض بصفاء الروحانية و سعة دائرة فلكها المعقول التي هي من احكام المرتبة الروحانية، و صاحبها و أهلها متفاوتو الدرجات به حسب قوة الروح و شرف جوهريّته و علوّ مرتبته و الحال الذاتي الغالب عليه حال التعرض .

فهذان خاليان عن التعمل كما أشرت اليه، غير ان بينهما فرقا دقيقا و هو انّ هذا القسم الثاني المختص بصفاء الروحانية و سعة الدائرة، انما جعلناه قسما ثانيا تاليا للقسم الأول، لأنه يكتسب من حصّته الوجودية التي قبلها من الحق باستعداده الكلى السابق بالمرتبة على الوجود المقبول لكونه غير مجعول، استعدادا جزئيا وجوديا متجددا بصدق الحكم عليه بالجعل، فإنه من ثمرات الوجود الحاصل للروح الموصوف بالصفاء و غيره، فهو اعنى هذا الاستعداد الجزئى و ان كان من وجه حكما من احكام الاستعداد الكلى و صفة من صفاته، فان ظهوره و تحققه موقوف على الوجود و حاصل به، فافهم .

و يليهما التعرض بالمحبة و يلازمها الفقر لا محالة، فاما فقر مطلق او فقر مقيد، و أهلها على درجات متفاوتة، فهل الدرجة الاولى هم المتعرّضون للحق بصفة المحبة الخالصة المطلقة، لا يطلبون شيئا سواه، بل لا يحبونه و لا يطلبونه من حيث علمهم به او اخبار احد لهم عنه، بل لا يعرفون لم يحبونه و لا يتعين سهم مطلوب ما منه .

و هذا تعرض توجبه مناسبة اصلية ذاتية يشبه التعرضين اللذين لا تعمّل فيهما، و لا يمتاز عنها الا بوجدان ميل و انجذاب لا يقدر على دفعه، بل يرى في نفسه ارتباطا و فقرا مطلقا و انجذابا و تعشقا و ميلا الى الحق لا يعرف له سببا معينا فينجذب و يميل و يشتاق، و لا يدرى لم و لا كيف، و هذه هي المناسبة الذاتية و قد ذكرتها في مواضع من كتبنا . و يلي ما ذكرت التعرض بصفة المحبة لأمور معيّنة جمعا و فرادى، كالعلم به او شهوده او القرب منه مع لوازم ذلك كله، و هو اول درجات الفقر المقيد .

و يلي ذلك التعرض بصفة المحبة للحق باعتبار ما يكون من الحق مما لا يختص و لا يرتبط بالحق، كالأشياء التي سبق ذكرها آنفا من معرفة الحق و شهوده و القرب منه و الاحتظاء به، بل انما يتعرض لمطالب مخصوصة جمعا و فرادى، كالظفر بأسباب السعادة من حيث تشخصها في ذهنه بموجب اخبار الرسول الصادق او الاطلاع من بعض الوجوه .

و لهذا القسم تفاصيل يختص به مقام واحد حكمه طلب جلب المنافع و دفع المضارّ عاجلا او آجلا، موقتا او غير موقت، و يندرج في هذا القسم ايضا المرغبات و المرهبات على اختلاف ضروبها، و الفقر المقيد مصاحب لجميع ذلك ما عدا التعرضين الأولين و متعلق هذا الفقر المقيد طلب استكمال، متوقف على تحصيل مطلب و مطالب اعتنيت ذكر أصولها بعد التّعرضين الأولين، فاعلم ذلك، و ما سوى ما ذكرت فإنما هو تعرض بصور الوسائل كالأعمال و التوجهات و صور الادعية و امثال ذلك، و ليس للتعرض مرتبة كلية غير ما ذكرنا، بل تفاصيل هذه الأصول لا غير .

و إذا تقرر هذا فاعلم انى ذاكر في هذا الكتاب من النفحات الرحمانية و ثمرات التجليات الاختصاصية و الربانية بعض ما جاد به الحق علىّ في هذا القرب و ما ييسّر الحق ذكره، فتدبر ما يقرع سمعك و يستجليه لبّك و اعرف قدره تحظّ بالسعادة الكبرى و المكانة الزلفى، و اللّه ولى التّوفيق و الإحسان .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!