المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة الهية
اسباب التأثير و شروط التسخير من كل مؤثر و مسخر هي بأحكام سرّ الجمع، و سرّ الجمع في هذا المقام هو حكم القدر المشترك بين اعداد الأشياء المسخرة التي كانت ما كانت، فبين مجموع الكواكب قدر مشترك هو صورة الاسم الذي توجه الحق سبحانه من حيث هو، اى: من حيث ذلك الاسم الى إيجادها اعنى الى ايجاد الكواكب و حكم ذلك الاسم يفعل في سائر الكواكب، و لكل سماء اسم هذا حكمه، و لكل صنف من الملائكة رئيس اليه يرجع ذلك الصنف، و الرئيس مرجعه الى الاسم، و هو ظاهر بحكمه و تبع له، و هكذا أصناف الجن في الرئاسة و الحكم الاسمى، بل و سائر الموجودات حكمها ايضا كذلك .فكل صنف من الحيوانات مثلا يستند الى اصل يشترك فيه اشخاص ذلك الصنف من نوعه الاسم المختص بالسماء الدنيا هو الخالق و المختص بالسماء الثانية هو البارئ و المختص بالسماء الثالثة هو المصور و المختص بالمساء الرابعة هو المحيي و المختص بالخامسة هو القهار و المختص بالسادسة هو العليم و المختص بالسابعة هو الرب و المختص بالفلك الثامن هو الإسلام الرحيم و المختص بالتاسع هو الذي هو العرش الإسلام الرحمن، فافهم.
و ذلك الحيوان المخصوص يؤثر في أمثاله بما فيه من حكم الأصل الذي يستند اليه، و هو سبب وجوده. هكذا بمقتضى سلسلة الترتيب المعلوم عند المحققين .
و يستند الى الحق ايضا من حيث حكم خصوصية توجه الحق بذاته الى ذلك الموجود و الاسم الإلهي المتعين بسبب هذا الموجود، المتصل بذات الحق من حيث ان الاسم من وجه عين المسمى، و كل اصل هو كلى من الكليات .
فمن عرف اسمه المطابق لحقيقته على التعيين او النسبة الخصيصة به من مطلق حضرة الجمع، تصرف فيه و اثر و انقاد له و انفعل موقتا و غير موقت، و علة الموقت معرفته من حيث أوصافه التقييدية، و علة الغير الموقت اخذه الامر من الحق الجامع بالاستعداد التام الإنساني الكمالي الحقيقي، فافهم فهذه مسألة عظيمة جدا .