
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم مظفر القرميسيني (رضي الله عنه)
من كبار مشايخ الجبل، وأجلتهم، ومن الفقراء الصادقين صحب عبد الله الخراز، ومن فوقه من المشايخ، وكان واحداً في طريقته، وكان رضي الله عنه يقول: الصوم على ثلاثة أوجه صوم الروح بقصر الأمل، وصوم العقل بخلاف الهوى، وصوم النفس بالإمساك عن الطعام، والشراب، والمحارم، وكان رضي الله عنه يقول: من صحب الأحداث على شرائط السلامة، والنصيحة أداه ذلك إلى البلاء فكيف من يصحبهم على غير شروط السلامة، وكان رضي الله عنه يقول: أخس الفقراء قيمة من يقبل رفق النسوان على أي حال كان.
قلت: وذلك لأن الله تعالى يقول: " الرجال قوامون على النساء " " النساء: 34 " ومن رضي لنفسه بقيام المرأة عليه لا يفلح أبداً مع أن قبول الرفق يميل قلب الفقير إلى المرأة زيادة على ميل الوازع الطبيعي فيتلف الفقير بالكلية، والله أعلم وكان يقول: خير الأرزاق ما فتح الله به من وجه حلال من غير طلب، ولا سعي، وكان يقول: ليس لك من عمرك إلا نفس واحد إن لم تفنه بمالك فلا تفنيه بما عليك وكان رضي الله عنه يقول: من تأدب بآداب الشرع تأدب به متبوعه، ومن تهاون بالآداب هلك، وأهلك، ومن لم يأخذ الآداب عن حكيم لا يتأدب به مريد، وكان رضي الله عنه يقول: الفقير هو الذي لا يكون له إلى الله حاجة.
قلت: معناه أنه يكتفي بعلم الله بحاجته، وأنه أشفق عليه من نفسه فلا يحوجه إلى سؤاله لأنه لا يستغني عن مولاه طرفة عين كما قال تعالى: " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله " " فاطر: 15 " رضي الله عنه.
![]() |
![]() |