موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

إيجازُ البَيَانِ عَنْ سِيرَةِ فَضِيلةِ الشَّيْخِ رَمَضَانْ

حَيَاةٌ لا مَوْتَ فِيهَا وَمَوْتٌ لا حَيَاةَ فِيه

4- الاحتلال الفرنسي لسورية:

 

 


4- الاحتلال الفرنسي لسورية:

لكن دمشق التي بقيت عاصمة للخلافة الإسلامية لفترة طويلة وانطلقت منها الفتوحات الإسلامية المختلفة، ومنها انطلق أيضاً صلاح الدين الأيوبي فوحّد بلاد الشام مع مصر وحرَّر القدس من أيدي الصليبيين، هذه المدينة التاريخية الشامخة عانت بعض الانحطاط لفترات ليست بالقصيرة في نهاية الخلافة العثمانية، وخاصة في بداية القرن التاسع عشر، وانتهى ذلك بمرحلة أكثر ظلمة مع دخول الاحتلال الفرنسي الذي استمرَّ حتى سنة 1365هـ/1946م.

ومع ذلك فقد بقيت شعلة العلم متوقدة في الشام حتى في أحلك الظروف، حيث نعمت دمشق تحديداً وبلاد الشام عموماً بسلسلة لا تنقطع من أهل العلم الذين استطاعوا الحفاظ على الدين الإسلامي وتصحيح الأخطاء التي غرسها المستعمرون وتوارثها الناس مع مرور الزمن. فبمجرد دخول الفرنسيين إلى سورية بادر شيوخ الشام بجميع فئاتهم واختلاف انتماءاتهم إلى ثورة عارمة وشاركوا في تنظيمها وقيادتها.

انطلقت الثورة السورية من غوطة دمشق، قبل أن تبدأ في جبل الدروز، ثم ما لبثت أن انتشرت في جميع أنحاء سورية، وقد كان للشيخ بدر الدين الحسني، الذي سنذكره بعد قليل، وتلاميذه الذين تربوا عنده، دور كبير في حثِّ الناس على الثورة ضد الاحتلال الفرنسي. ففي سنة 1342هـ/1924م طاف الشيخ بدر الدين، مع بعض من تلاميذه مثل الشيخ علي الدقر[76] والشيخ محمد هاشم الخطيب، بين المدن السورية من دمشق إلى دوما ثم إلى النبك وحمص وحماة وحلب، وكانوا كلَّما وصلوا بلدة أو قرية، خرج أهلها عن بكرة أبيهم، لاستقبالهم بالأهازيج والمواكب، ثم ساروا وراءهم إلى المسجد، فتكلموا فيه ووعظوا وحمّسوا، وأثاروا العزّة الإسلامية في النفوس، وذكّروا بالمجد الغابر، وحثّوا الناس على الجهاد لإعلاء دين الإسلام، فكانت هذه الرحلة هي العامل الأول والمباشر لقيام الثورة.[77]

ثم قامت الثورة السورية في سنة 1343هـ/1925م في جبل الدروز بقيادة سلطان باشا الأطرش، وفي منطقة حوران بقيادة زعيم حوران الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي شيخ مشايخ حوران، ثم امتدت الثورة إلى دمشق واللاذقية ولبنان، وفي حلب أحبط الثوار بقيادة إبراهيم هنانو مشروع الانفصال عن دمشق الذي حاولت فرنسة تمريره من خلال البرلمان.

ولقد كان صبحي علي دياب، والد الشيخ رمضان الذي نحن في حضرته، من المشاركين في الثورة، وكان ملاحَقاً من قبل الدرك الذي يعمل بأمر الاحتلال.

 



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!