موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب عوارف المعارف

للشيخ الإمام شهاب الدين عمر السهروردي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب

الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب

قولهم في التوبة:

قال رويم: معني التوبة أن يتوب من التوبة.

قيل معناه قول رابعة: استغفر الله العظيم من قلة صدقي في قولي:

استغفر الله.

وسئل الحسن المغازلي عن التسوية؟ فقال: تسألني عن توبة الإنابة أو عن توبة الأستجابة؟ فقال السائل: ما توبة الإنابة؟ فقال: أن تخاف من الله عز وجل من أجل قدرته علىك.

قال: فما توبة الاستجابة؟ قال: أن تستحي من الله لقربه منك.

وهذا الذي ذكره من توبة الاستجابة إذا تحقق العبد بها ربما تاب في صلاته من كل خاطر يلم به سوي الله تعالى ويستغفر الله منه. وهذه توبة الاستجابة لازمة لبواطن أهل القرب كما قيل:

وجودك ذنب لا يقاس به ذنب

قال ذو النون: توبة العوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة، وتوبة الأنبياء من رؤية عجزهم عن بلوغ ما ناله غيرهم.

سئل أبو محمد سهل عن الرجل يتوب من الشيء ويتركه، ثم يخطر ذلك الشيء بقلبه أو يراه أو يسمع به فيجد حلاوته، فقال: الحلاوة طبع البشرية ولا بد من الطبع، وليس له حيلة إلا أن يرفع قلبه إلى مولاه بالشكوي وينكره بقلبه، ويلزم نفسه الإنكار ولا يفارقه، ويدعو الله أن ينسيه ذلك ويشغله بغيره من ذكره وطاعته.

قولهم في الورع

قال: وإن غفل عن الإنكار طرفة عين أخاف عليه أن لا يسلم وتعمل الحلاوة في قلبه، ولكن مع وجدان الحلاوة يلزم قلبه الإنكار ويحزن فإنه لا يضره.

وهذا الذي قاله سهل كاف بالغ لكل طالب صادق يريد صحة توبته.

والعارف القوي الحال يتمكن من إزالة الحلاوة عن باطنه، ويسهل عليه ذلك.

وأسباب سهولة ذلك متنوعة للعارف. ومن تمكن من قلبه حلاوة حب الله الخاص عن صفاء مشاهدة وصرف يقين فأي حلاوة تبقي في قلبه، وإنما حلاوة الهوي لعدم حلاوة حب الله.

و سئل السوسي عن التوبة فقال: التوبة من كل شيء ذمة العلم إلى ما مدحه العلم.

وهذا وصف يعم الظاهر والباطن لمن كوشف بصريح العلم، لأنه لا بقاء للجهل مع العلم، كما لا بقاء لليل مع طلوع الشمس. وهذا يستوعب جميع أقسام التوبة بالوصف الخاص والعام.

وهذا العلم يكون علم الظاهر والباطن بتطهير الظاهر والباطن بأخص أوصاف التوبة وأعم أوصافها.

وقال أبو الحسن النوري: التوبة أن تتوب عن كل شيء سوي الله تعالى:

قولهم في الورع:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ملاك دينكم الورع».

أخبرنا أبو زرعة إجازة عن أبي بكر بن خلف عن أبي عبد الرحمن السلمي إجازة قال أنا أبو سعيد الخلاف قال حدثني ابن قتيبه قال حدثنا عمر بن عثمان قال حدثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن

عبيد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ على نهر، فلما فرغ من وضوئه أفرغ فضله في النهر وقال يبلغه الله عز وجل قوما ينفعهم.

قال عمر بن الخطاب: لا ينبغي لمن أخذ بالتقوى ووزن بالورع أن يذل لصاحب دنيا.

قال معروف الكرخي: احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم.

نقل عن الحارث بن أسد المحاسبي أنه كان على طرف اصبعه الوسطي عرق إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة ضرب عليه ذلك العرق.

سئل الشبلي عن الورع، فقال: الورع أن تتورع أن يتشتت قلبك من الله طرفة عين.

وقال أبو سليمان الدراراني: الورع أول الزهد، كما أن القناعة طرف من الرضي.

وقال يحيي بن معاذ: الورع الوقوف على حد العلم من غير تأويل.

سئل الخواص عن الورع، فقال: أن لا يتكلم العبد إلا بالحق، غضب أو رضي، وأن يكون اهتمامه بما يرضي الله تعالى.

أخبرنا أبو زرعة إجازة عن أبي بكر بن خلف إجازة عن السلمي قال:

سمعت الحسن بن أحمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن داود الدينوري يقول سمعت ابن الجلاء يقول: اعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة ولم يشرب من ماء زمزم إلا من ماء استقاه بركوته ورشائه، ولم يتناول من طعام جلب من مصر شيئا.

وقال الخواص: الورع دليل الخوف، والخوف دليل المعرفة، والمعرفة دليل القربة.

قولهم في الزهد

قولهم في الزهد:

قال الجنيد: الزهد خلو الأيدي من الأملاك، والقلوب من التتبع.

وسئل الشبلي عن الزهد فقال: لا زهد في الحقيقة، لأنه إما أن يزهد فيما ليس له فليس ذلك بزهد، أو بزهد فيما هوله فيكف زهد فيه وهو معه وعنده، فليس إلا ظلف النفس وبذل مواساة. يشير إلى الأقسام التي سبقت بها الأقلام، وهذا لو أطرد هدم قاعدة الاجتهاد والكسب، ولكن مقصود الشبلي أن يقلل الزهد في عين المعتد بالزهد لئلا يغتر به.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي زهدا في الدنيا ومنطقا فاقربوا منه فإنه يلقي الحكمة».

وقد سمي الله عز وجل الزاهدين علماء في قصة قارون، فقال تعالى: {وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ الله خَيْرٌ. . .} (١) قيل: هم الزاهدون.

وقال سهل بن عبد الله: للعقل ألف اسم، ولكل اسم منه ألف اسم، وأول كل اسم منه ترك الدنيا.

وقيل في قوله تعالى: {وجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا. . .} (٢) قيل عن الدنيا.

وفي الخبر: العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، فإذا دخلوا في الدنيا فاحذروهم على دينكم.

__________

١) سورة القصص: الآية ٨٠.

٢) سورة الأنبياء: الآية ٧٣.

وجاء في الأثر: لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن العباد سخط الله ما لم يبالوا ما نقص من دنياهم، فإذا فعلوا ذلك قالوا لا إله إلا الله، قال الله تعالى:

كذبتم لستم بها صادقين.

وقال سهل: أعمال البر كلها في موازين الزهاد، وثواب زهدهم زيادة لهم.

وقيل: من سمي باسم الزهد في الدنيا فقد سمي بألف اسم محمود، ومن سمي باسم الرغبة في الدنيا فقد سمي بألف اسم مذموم.

قال السري: الزهد ترك حظوظ النفس من جميع ما في الدنيا، وبجميع هذا الخطوط المالية والجاهية، وحب المنزلة عند الناس، وحب المحمدة والثناء.

وسئل الشبلي عن الزهد فقال: الزهد غفلة لأن الدنيا لا شيء، والزهد في لا شيء غفلة.

وقال بعضهم: لما رأوا حقارة الدنيا زهدوا في زهدهم في الدنيا لهوانها عندهم.

وعندي أن الزهد في الزهد غير هذا، وإنما الزهد في الزهد بالخروج من الاختيار في الزهد، لأن الزاهد اختار الزهد وأراده وإرادته تستند إلى علمه، وعلمه قاصر، فإذا أقيم في مقام ترك الإرادة وانسلخ من اختياره كاشفه الله تعالى بمراده، فيترك الدنيا بمراد الحق لا بمراد نفسه فيكون زهده بالله تعالى حينئذ، أو يعلم أن مراد الله منه التلبس بشيء من الدنيا، فما يدخل بالله في شيء من الدنيا لا ينقص عليه زهده، فيكون دخوله في الشيء من الدنيا بالله وبإذن منه زهدا في الزهد.

قولهم في الصبر

والزاهد في الزهد استوي عنده وجود الدنيا وعدمها، إن تركها تركها بالله، وإن أخذها أخذها بالله، وهذا هو الزهد في الزهد. وقد رأينا من العارفين من أقيم في هذا المقام.

وفوق هذا مقام آخر في الزهد، وهو لمن يرد الحق إليه اختياره لسعة علمه وطهارة نفسه في مقام آخر في الزهد، فيزهد زهدا ثالثا، ويترك الدنيا بعد أن مكن من ناصيتها، وأعيدت عليه موهوبة، ويكون تركه الدنيا في هذا المقام باختياره، واختياره من اختيار الحق، فقد يختار تركها حينا تأسيا بالأنبياء والصالحين، ويري أن أخذها في مقام الزهد رفق أدخل عليه لموضع ضعفه عن درك شأو الأقوياء من الأنبياء والصديقين، فيترك الرفق من الحق بالحق للحق، وقد يتناوله باختباره رفقا بالنفس بتدبير يسوسه فيه صريح العلم.

وهذا مقام التصرف لأقوياء العارفين، زهدوا ثالثا بالله كما رغبوا ثانيا بالله، كما زهدوا أولا لله.

قولهم في الصبر:

قال سهل: الصبر انتظار الفرج من الله، وهو أفضل الخدمة وأعلاها.

وقال بعضهم: الصبر أن تصير في الصبر، أي لا تطالع فيه الفرج.

قال الله تعالى: {. . . والصّابِرِينَ فِي الْبَاساءِ والضَّرّاءِ وحِينَ الْبَاسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. (١)

وقيل: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل الصبر، فالصبر عرك النفس، وبالعرك تلين، والصبر جار في الصابر مجري الأنفاس، لأنه يحتاج إلى الصبر عن كل منهي ومكروه ومذموم ظاهرا وباطنا، والعلم يدل والصبر يقبل، ولا تنفع دلالة العلم بغير قبول الصبر، ومن كان العلم

__________

١) سورة البقرة: الآية ١٧٧.

سائسه في الظاهر والباطن لا يتم ذلك له إلا إذا كان الصبر مستقره ومسكنه.

والعلم والصبر متلازمان كالروح والجسد لا يستقل أحدهما بدون الآخر، ومصدرهما الغريزة العقلية، وهما متقاربان لاتحاد مصدرهما، وبالصبر يتحامل على النفس، وبالعلم يترقي الروح، وهما البرزخ والفرقان بين الروح والنفس، ليستقر كل واحد منهما في مستقره، وفي ذلك صريح العدل وصحة الاعتدال، وبانفصال أحدهما عن الآخر أعني العلم والصبر ميل أحدهما على الآخر، أعني النفس والروح، وبيان ذلك يدق.

وناهيك بشرف الضمير قوله تعالى: {إِنَّما يُوَفَّي الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} (١) كل أجير أجره بحساب، وأجر الصابرين بغير حساب.

وقال الله تعالى لنبيه {واِصْبِرْ وما صَبْرُكَ إِلاّ بِالله. . .} (٢) أضاف الصبر إلى نفسه لشرف مكانه وتكمل النعمة به.

قيل: وقف رجل على الشبلي، فقال: أي صبر أشد على الصابرين؟ فقال:

الصبر في الله، فقال: لا، فقال: الصبر لله، فقال: لا، فقال: الصبر مع الله، فقال: لا، فغضب الشبلي وقال: ويحك أي شيء هو؟ فقال الرجل: الصبر عن الله. قال:

فصرخ الشبلي صرخة كاد أن تتلف روحه.

وعندي في معني الصبر عن الله وجه، ولكونه من أشد الصبر على الصابرين وجه، وذاك أن الصبر عن الله يكون في أخص مقدمات المشاهدة، يرجع العبد عن الله استحياء وإجلالا، وتنطبق بصيرته خجلا وذوبانا، ويتغيب في مفاوز استكانته وتخفيه لإحساسه بعظيم أمر التجلي، وهذا من أشد الصبر، لأنه يود استدامة هذه الحال، تأدية لحق الجلال.

__________

١) سورة الزمر: الآية ١٠.

٢) سورة النحل: الآية ١٢٧.

والروح تود أن تكتحل بصيرتها باستلماع نور الجمال. وكما أن النفس منازعة لعموم حال الصبر، فالروح في هذا الصبر منازعة، فاشتد الصبر عن الله تعالى لذلك.

وقال أبو الحسن بن سالم: هم ثلاثة، متصبر، وصابر، وصبار، فالمتصبر من صبر في الله، فمرة يصبر، ومرة يجزع. والصابر من يصبر في الله ولله ولا يجزع، ولكن يتوقع منه الشكوي، وقد يمكن منه الجزع. وأما الصبار فذاك الذي صبره في الله ولله وبالله، فهذا لو وقع عليه جميع البلايا لا يجزع ولا يتغير من جهة الوجود والحقيقة لا من جهة الرسم والخلقة، وإشارته في هذا ظهور حكم العلم فيه مع ظهور صفة الطبيعة.

وكان الشبلي يتمثل بهذين البيتين:

إن صوت المحب من ألم الشو ... ـق وخوف الفراق يورث ضر

صابر الصبر فاستغاث به الصبر ... فصاح المحب للصبر صبر

قال جعفر الصادق رحمه الله: أمر الله تعالى أنبياءه بالصبر، وجعل الحظ الأعلى للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث جعل صبره بالله لا بنفسه، فقال: {واِصْبِرْ وما صَبْرُكَ إِلاّ بِالله. . . .} (١)

وسئل السري عن الصبر فتكلم فيه، فدب على رجله عقرب فجعل يضربه بإبرته، فقيل له: لم لا تدفعه؟ قال: استحي من الله تعالى أن أتكلم في حال ثم أخالف ما أتكلم فيه.

أخبرنا أبو زرعة إجازة عن أبي بكر بن خلف إجازة عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت محمد بن خالد يقول: سمعت الرغاني يقول: سمعت الجنيد رحمه الله يقول: إن الله تعالى اكرم المؤمنين بالإيمان، وأكرم الإيمان

__________

١) سورة النحل: الآية ١٢٧.

قولهم في الفقر

بالعقل، وأكرم العقل بالصبر، فالإيمان زين المؤمن، والعقل زير الإيمان، والصبر زين العقل.

وأنشد عن إبراهيم الخواص رحمه الله:

صبرت على بعض الأذي خوف كله ... ودافعت عن نفسي لنفسي فعزت

وجرعتها المكروه حتى تدربت ... ولو لم أجرعها إذا لأشمأزت

ألا رب ذل سابق للنفس عزة ... ويا رب نفس بالتذلل عزت

إذا ما مددت الكف ألتمس الغني ... إلى غير من قال اسألوني فشلت

سأصبر جهدي إن في الصبر عزة ... وأرضي بدنياي وإن هي قلت

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ما أنعم الله على عبد من نعمة ثم انتزعها فعاضه مما انتزع منه الصبر إلا كان ما عاضه خيرا مما انتزعه منه. وأنشد لسمنون:

تجرعت من حاليه نعمي وأبؤسا ... زمانا إذا أجري عز إليه احتسي

فكم غمرة قد جرعتني كؤسها ... فجرعتها من بحر صبر أكؤس

تدرعت صبري والتحفت صروفه ... وقلت لنفسي الصبر أو فاهلكي أسي

خطوب لو أن الشم زاحمن خطبها ... لساخت ولم تدرك لها الكف ملمس

قولهم في الفقر:

قال ابن الجلاء: الفقر أن لا يكون لك، فإذا كان لك لا يكون لك حتى تؤثر.

وقال الكتاني: إذا صح الافتقار إلى الله تعالى صح الغني بالله تعالى لأنهما حالان لا يتم أحدهما إلا بالآخر.

وقال النوري: نعت الفقراء السكون عند العدم، والبذل عند الوجود.

وقال غيره: والاضطراب عند الموجود.

وقال الدراج: فتشت كنف أستاذي اريد مكحلة، فوجدت فيها قطعة فتحيرت، فلما جاء قلت له: إني وجدت في كنفك هذه القطعة، قال: قد رأيتها ردها، ثم قال: خذها واشتر بها شيئا، فقلت: ما كان أمر هذه القطعة بحق معبودك؟ فقال: ما رزقني الله تعالى من الدنيا صفراء ولا بيضاء غيرها، فأردت أن أوصي أن تشد في كنفي فأردها إلى الله.

وقال إبراهيم الخواص: الفقر رداء الشرف، ولباس المرسلين، وجلباب الصالحين.

وسئل سهل بن عبد الله عن الفقير الصادق، فقال: لا يسأل، ولا يرد، ولا يحبس.

وقال أبو على الروذباري رحمه الله: سألني الزقاق فقال: يا أبا على لم ترك الفقراء أخذ البلغة في وقت الحاجة؟ قال: قلت: لأنهم مستغنون بالمعطي عن العطاء، قال: نعم ولكن لي شيء آخر، فقلت: هات أفدني ما وقع لك، قال: لأنهم قوم لا ينفعهم الوجود، إذ الله فاقتهم ولا تضرهم الفاقة، إذ لله وجودهم.

قال بعضهم: الفقر وقوف الحاجة على القلب، ومحوها عما سوي الرب.

وقال المسوحي: الفقير الذي لا تغنيه النعم، ولا تفقره المحن.

وقال يحيي بن معاذ: حقيقة الفقر ان لا يستغني إلا بالله، ورسمه عدم الأسباب كلها.

وقال أبو بكر الطوسي: بقيت مدة أسأل من معني اختيار أصحابنا لهذا الفقر على سائر الاشياء، فلم يجبني أحد بجواب يقنعني، حتى سألت نصر ابن الحمامي فقال له: لأنه أول منزل من منازل التوحيد، فقنعت بذلك.

قولهم في الشكر

وسئل ابن الجلاء عن الفقر فسكت حتى صلي، ثم ذهب ورجع ثم قال إني لم أسكت إلا درهم كان عندي فذهب فأخرجته واستحيت من الله تعالى أن أتكلم في الفقر وعندي ذلك، ثم جلس وتكلم.

قال أبو بكر بن طاهر: من حكم الفقير أن لا يكون له رغبة، فإن كان ولا بد لا تجاوز رغبته كفايته.

قال فارس: قلت لبعض الفقراء مرة وعليه أثر الجوع والضر: لم لا تسأل فيطعموك؟ فقال: إني أخاف أن أسألهم فيمنعوني، فلا يفلحون. وأنشد لبعضهم:

قالوا غدا العيد ماذا أنت لابسه ... فقلت خلعة ساق عبده الجرع

فقر وصبر هما ثوبان تحتهما ... قلب يري ربه الأعياد والجمع

أحري الملابس أن تلقي الحبيب به ... يوم التزاور في الثوب الذي خلع

الدهر لي ما تم إن غبت يا أملي ... والعيد ما دمت لي مرأي ومستمع

قولهم في الشكر:

قال بعضهم: الشكر هو الغيبة عن النعمة برؤية المنعم.

وقال يحيي بن معاذ الرازي: لست بشاكر ما دمت تشكر، وغاية الشكر التحير، وذلك أن الشكر نعمة من الله يجب الشكر عليها.

وفي أخبار داود عليه السلام: إلهي كيف أشكرك وأنا لا استطيع أن أشكرك إلا بنعمة ثانية من نعمك، فأوحي الله إليه: إذا عرفت هذا فقد شكرتني.

ومعني الشكر في اللغة هو الكشف والإظهار، يقال شكر وكشر إذا كشف عن ثغره وأظهره.

فنشر النعم وذكرها وتعدادها باللسان من الشكر، وباطن الشكر ان تستعين بالنعم على الطاعة ولا تستعين بها على المعصية، فهو شكر النعمة.

وسمعت شيخنا رحمه الله ينشد عن بعضهم:

أولىتني نعما أبوح بشكرها ... وكفيتني كل الأمور بأسره

فلأ شكرنك ما حييت وإن أمت ... فتشكرنك أعظمي في قبره

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول من يدعي إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، قيل فما باله؟ قال: أولئك لهم الأمن وهم مهتدون».

قال الجنيد: فرض الشكر الاعتراف بالنعم بالقلب واللسان.

وفي الحديث: «افضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله».

وقال بعضهم في قوله تعالى:. . . {وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وباطِنَةً. .} (١)

قال: الظاهرة العوافي والغني، والباطنة البلاوي والفقر، فإن هذه نعم أخروية لما يستوجب بها من الجزاء.

وحقيقة الشكر أن يري جميع المقضي له به نعما غير ما يضره في دينه، لأن الله تعالى لا يقضي للعبد المؤمن شيئا إلا وهو نعمة في حقه، فإما عاجلة يعرفها ويفهمها، وإما آجلة بما يقضي له من المكاره، فإما أن تكون درجة له أو تمحصيا أو تكفيرا. فإذا علم أن مولاه أنصح له من نفسه، وأعلم بمصالحه، وأن كل ما منه نعم فقد شكر.

__________

١) سورة لقمان: الآية ٢٠.

قولهم في الخوف

قولهم في الخوف:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأس الحكمة مخافة الله».

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «كان داود النبي عليه السلام يعوده الناس يظنون أن به مرضا وما به مرض إلا خوف الله تعالى والحياء منه».

قال أبو عمر الدمشقي: الخائف من يخاف من نفسه أكثر مما يخاف من الشيطان.

وقال بعضهم: ليس الخائف من يبكي ويمسح عينيه، ولكن الخائف التارك ما يخاف أن يعذب عليه.

وقيل: الخائف الذي لا يخاف غير الله. قيل: أي لا يخاف لنفسه إنما يخاف إجلاله، والخوف للنفس خوف العقوبة.

وقال سهل: الخوف ذكر والرجاء أنثي، أي منهما تتولد حقائق الإيمان.

قال الله تعالى: {. . . ولَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وإِيّاكُمْ أَنِ اِتَّقُوا الله. . .} (١)

قيل: هذه الآية قطب القرآن، لأن مدار الأمر كله على هذا.

وقيل إن الله تعالى جمع للخائفين ما فرقه على المؤمنين، وهو الهدي والرحمة والعلم والرضوان، فقال تعالى: {. . . هُديً ورَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (٢)، وقال: {. . . إِنَّما يَخْشَي الله مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. . .} (٣)

__________

١) سورة النسا: الآية ١٣١.

٢) سورة الأعراف: الآية ١٥٤.

٣) سورة فاطر: الآية ٢٨.

قولهم في الرجاء

وقال: {. . . رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (١)

وقال سهل: كمال الإيمان بالعلم، وكمال العلم بالخوف.

وقال أيضا: العلم كسب الإيمان، والخوف كسب المعرفة.

وقال ذو النون: لا يسقي المحب كأس المحبة إلا من بعد أن ينضج الخوف قلبه.

وقال فضيل بن عياض: إذ قيل لك تخاف الله اسكت فإنك إن قلت لا كفرت، وإن قلت نعم كذبت، فليس وصفك وصف من يخاف.

قولهم في الرجاء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ثم يقول: وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي في ساعة من ليل أو نهار كمن لم يؤمن بي».

قيل: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال من يلي حساب الخلق؟ فقال:

الله تبارك وتعالى. قال: هو بنفسه؟ قال: نعم. فتبسم الأعرابي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مم ضحكت يا أعرابي؟ فقال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح».

وقال شاه الكرماني: علامة الرجاء حسن الطاعة.

وقيل: الرجاء رؤية الجلال بعين الجمال.

وقيل: قرب القلب من ملاطفة الرب.

قال أبو على الروذباري: الخوف والرجاء كجناحي الطائر، إذا استويا استوي الطائر وتم في طيرانه.

قال أبو عبد الله بن خفيف: الرجاء ارتياح القلوب لرؤية كرم المرجو.

__________

١) سورة البينة: الآية ٨.

قولهم في التوكل

قال مطرف: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا.

والخوف والرجاء للإيمان كالجناحين: ولا يكون خائفا إلا وهو راج، ولا راجيا إلا وهو خائف، لأن موجب الخوف الإيمان، وبالإيمان رجاء، وموجب الرجاء الإيمان، ومن الإيمان خوف، ولهذا المعني روي عن لقمان أنه قال لابنه: خف الله تعالى خوفا لا تأمن فيه مكره، وارجه أشد من خوفك.

قال: فكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد؟ قال: أما علمت أن المؤمن لذو قلبين يخاف بأحدهما ويرجو بالآخر وهذا لأنهما من حكم الإيمان.

قولهم في التوكل:

قال السري: التوكل الانخلاع من الحول والقوة.

وقال الجنيد: التوكل أن تكون لله كما لم تكن، فيكون الله لك كما لم يزل.

وقال سهل: كل المقامات لها وجه وقفا غير التوكل فإنه وجه بلا قفا.

قال بعضهم: يريد توكل العناية لا توكل الكفاية.

والله تعالى جعل التوكل مقرونا بالإيمان فقال: {. . . وعَلَي الله فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١)

وقال: {. . . وعَلَي الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (٢)

وقال لنبيه: {وتَوَكَّلْ عَلَي الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ. . .} (٣)

__________

١) سورة المائدة: الآية ٢٣.

٢) سورة التوبة: الآية ٥١.

٣) سورة الفرقان: الآية ٥٨.

وقال ذو النون: التوكل ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة.

وقال ابو بكر الدقاق: التوكل رد العيش إلى يوم واحد وإسقاط هم غد.

وقال أبو بكر الواسطي: أصل التوكل صدق الفاقة والافتقار، وأن لا يفارق التوكل في أمانيه، ولا يلتفت بسره إلى توكله لحظة في عمره.

وقال بعضهم: من أراد أن يقوم بحق التوكل فليحفر لنفسه قبرا يدفنها فيه، وينس الدنيا وأهلها، لأن حقيقة التوكل لا يقوم لها أحد من الخلق على كماله.

وقال سهل: أول مقامات التوكل ان يكون العبد بين يدي الله تعالى كالميت بين يدي الغاسل بقلبه كيف أراد، ولا يكون له حركة ولا تدبير.

وقال حمدون القصار: التوكل هو الاعتصام بالله.

وقال سهل أيضا: العلم كله باب من التعبد، والتعبد كله باب من الورع، والورع كله باب من الزهد، والزهد كله باب من التوكل.

وقال: التقوى واليقين مثل كفتي الميزان، والتوكل لسانه به تعرف الزيادة والنقصان.

ويقع لي ان التوكل على قدر العلم بالوكيل، فكل من كان أتم معرفة كان أتم توكلا، ومن كمل توكله غاب في رؤية الوكيل عن رؤية توكله.

ثم إن قوة المعرفة تفيد صرف العلم بالعدل في القسمة، وإن الأقسام نصبت بإزاء المقسوم لهم عدلا وموازنة، فإن النظر إلى غير الله لوجود الجهل في النفس، وكل ما أحس بشيء يقدح في توكله يراه من منبع النفس،

قولهم في الرضي

فنقصان التوكل يظهر بظهور النفس، وكماله يثبت بغيبة النفس، وليس للأقوياء اعتداد بتصحيح توكلهم، وإنما شغلهم في تغييب النفس بتقوىة مواد القلب، فإذا غابت النفس انحسمت مادة الجهل، فصح التوكل، والعبد غير ناظر إليه، وكلما تحرك من النفس بقية يرد على ضميرهم سر قوله تعالى: {إِنَّ الله يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ. . .} (١) فيغلب وجود الحق الأعيان والأكوان، ويري الكون بالله من غير استقلال الكون في نفسه، ويصير التوكل حينئذ اضطرارا، ولا يقدح في توكل مثل هذا المتوكل ما يقدح في توكل الضعفاء في التوكل من وجود الأسباب والوسائط، لأنه يري الأسباب مواتا لا حياة لها إلا بالتوكل، وهذا توكل خواص خواص أهل المعرفة.

قولهم في الرضي:

قال الحارث: الرضي سكون القلب تحت جريان الحكم.

وقال ذو النون: الرضي سرور القلب بمر القضاه.

وقال سفيان عند رابعة: اللهم ارض عنا، فقالت له: أما تستحي أن تطلب رضي من لست عنه براض؟ فسألها بعض الحاضرين متى يكون العبد راضيا عن الله تعالى؟ فقالت: إذا كان سروره بالمصيبة كسروره بالنعمة.

وقال سهل: إذا اتصل الرضي بالرضوان اتصلت بالطمأنينة، فطوبي لهم وحسن مآب.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا».

وقال عليه السلام: «إن الله تعالى بحكمته جعل الروح والفرح في الرضي واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط».

__________

١) سورة العنكبوت: الآية ٤٢.

وقال الجنيد: الرضي هو صحة العلم الواصل إلى القلوب.

فإذا باشر القلب حقيقة العلم أداة إلى الرضي، وليس الرضي والمحبة كالخوف والرجاء، فإنهما حالان لا يفارقان العبد في الدنيا والآخرة، لأنه في الجنة لا يستغني عن الرضي والمحبة.

وقال ابن عطاء: الرضي سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد، أنه اختار له الأفضل فيرضي له، وهو ترك السخط.

وقال أبو تراب: ليس ينال الرضي من الله من للدنيا في قلبه مقدار.

وقال السري: خمس من أخلاق المقربين: الرضي عن الله فيما تحب النفس وتكره، والحب له بالتحبب إليه، والحياء من الله، والأنس به، والوحشة مما سواه.

وقال الفضيل: الراضي لا يتمني فوق منزلته شيئا.

وقال ابن شمعون: الرضي بالحق، والرضي له، والرضي عنه، فالرضي به مدبرا ومختارا، والرضي عنه قاسما ومعطيا، وارضي له إلها وربا.

سئل أبو سعيد: هل يجوز أن يكون العبد راضيا ساخطا؟ قال: نعم يجوز ان يكون راضيا عن ربه، ساخطا على نفسه وعلى كل قاطع يقطعه عن الله.

وقيل للحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما: إن أبا ذر يقول:

الفقر أحب إلى من الغني، والسقم أحب إلى من الصحة، قال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله له.

وقال على رضي الله عنه: من جلس على بساط الرضي، لم ينله من الله مكروه أبدا، ومن جلس على بساط السؤال لم يرض عن الله في كل حال.

وقال يحيي: يرجع الأمر كله إلى هذين الأصلين: فعل منه بك، وفعل منك له، فترضي بما عمل، وتخلص فيما تعمل.

وقال بعضهم: الراضي من لم يندم على فائت من الدنيا، ولم يتأسف عليها.

وقيل ليحيي بن معاذ: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضي؟ قال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به، بقولك إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت.

قال الشبلي رحمه الله بين يدي الجنيد: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال الجنيد: قولك ذا ضيق صدر. فقال: صدقت. قال: فضيق الصدر ترك الرضي بالقضاء.

وهذا إنما قاله الجنيد رحمه الله تنبيها منه على أصل الرضي، وذلك أن الرضي يحصل لإنشراح القلب وانفساحه، وانشراح القلب من نور اليقين. قال الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ الله صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ. . .} (١)

فإذا تمكن النور من الباطن اتسع الصدر، وانفتحت عين البصيرة، وعاين حسن تدبير الله تعالى، فينتزع السخط والتضحر، لأن اتساع القدرة يتضمن حلاوة الحب، وفعل المحبوب بموقع الرضي عن المحب الصادق، لأن المحب يري أن الفعل من المحبوب مراده واختياره، فيفني في لذة رؤية اختيار المحبوب عن اختيار نفسه، كما قيل: وكل ما يفعل المحبوب محبوب.

__________

١) سورة الزمر: الآية ٢٢.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!