موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الحكمة الإلهامية

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو لإسحق الحكيم الرومي

وفيه مقدمة طويلة في الرد على الفلاسفة، خصوصًا منهم أرسطوطاليس وابن سينا، ثم في تكفير من قال بوحدة الوجود من الصوفية، أما باقي الكتاب فهو على أربعة فنون: فـ1ـي أحوال تعم الأجسام، فـ2ـي أحوال العناصر وما يتكون منها من الحيوانات والنباتات الخ، فـ3ـي حقائق الأفلاك وحقائق الكواكب وكيفياتها وخواصها، [فـ4ـي الالهيات]؛ ويبدو أنه من تأليف بعض الحكماء من موالي الروم، في عهد السلطان سليمان القانوني (926 هجري -974/1520 هجري -1566)، وقد اعتنق والده الإسلام

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[أخْذُ الفلاسفة اليونانيين الفلسفة عن الأنبياء]

فقد كتبت في هذا الكتاب الحكمتين المذكورتين كما قلت . فأقول:

إن بعض الفلاسفة اليونانيين قد أخذوا الحكمة النظرية والعلمية في الابتداء ، من كتب الله المنـزلة ، ومن بعض أنبياء بني إسرائيل . ومع ذلك لم يؤمن أحد من الفلاسفة اليونانيين، ولم يدخل في دين موسى عليه السَّلام،بل كانوا كلهم من المشركين الذين اتخذوا الأصنام آلهة. ثمَّ اعلم أنَّ كبار الفلاسفة في الحكمة الطبيعية والحكمة الإلهية هم: أنْبَذُوقليس و فيثاغُورس و ذِيمقراطيس و أبُقراط و سُقراط و أفلاطون و أرسطُوطاليس و جالينوس ، فإنه لم يبلغ أحد من الفلاسفة اليونانيين رتبتهم في الحكمتين المذكورتين . وكان أفلاطون أكبرهم فيهما، وهو الذي تعلم الحكمة أولاً من سقراط ثمَّ من أتباعِ فيثاغورس وغيرهم من الفلاسفة . ثم ذهب إلى المصر وصحب بعض أنبياء بني إسرائيل ، وأخذ الحكمةَ منهم . فقال: إنَّ الله أحدث العالم بعد أن لم يكن بإرادته واختياره ، فخلقه على أحسن الوجوه وأكملها؛ لأنَّه خير محض . فلذلك كان يحدث كل شيء ويخلقه ويدبر أمره بذاته .

وقالَ: إنَّ أول ما خلق الله تعالى من الأجسام هو العناصر الأربعة، ثمَّ خلق منه السموات وما بين السماء والأرض ، وما كان داخل الماء والأرض . وقال في حق واجب الوجود وممكن الوجود كلماتٍ حسنةً مثبتةً بالبراهين العقلية ، موافقةً لما في كتب الله المنزلةِ. ومع ذلك قد ناقض نفسه فيها ، فقال كلماتٍ باطلةً مخالفةً للكلمات التي أثبتها بالبراهين العقلية. وقد كان بطلان تلك الكلمات بحيث لا يتصور أن تصدر عمَّن له أدنى نصيب من العقل، بل لا يمكن صدورها عنه . وقد علمتُ أنه كان من المشركين الذين اتخذو الأصنام آلهة. وقد اتخذ أيضاً آلهة في السموات غير الأصنام.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!